خيام غزة في مواجهة الأمطار
“غرقنا” هي الكلمة الأكثر شيوعاً والألماً بين النازحين في غزة هذا الصباح بعد أن استيقظوا على أمطار دمرت خيامهم وأغرقتها.
ما إن تدخل الكاميرا إلى إحدى الخيام، التي ألبستها شمس الأمس ورطبتها أمطار اليوم، صوت امرأة عجوز: “لقد غرقنا”، الكلمة الأولى وصف لاحق مليء بتفاصيل المعاناة، ثم تقطعه الأصوات أغلبها من الأطفال الذين يرددون: “لقد غرقنا”.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، سار أطفال حفاة وآخرون يرتدون ملابس خفيفة، يرتجفون من البرد، على الرمال التي تحولت إلى طين بسبب هطول الأمطار الغزيرة فجر اليوم.
لقد تحولت الحياة على ضفاف بحر غزة إلى طين، طين واسع ومتواصل، يجري بين الخيام وفي الشوارع، بين المرضى والجياع والعجزة والرضع ومبتوري الأطراف.
ولم يبدأ فصل الشتاء بعد، إلا أن الهطولات المطرية الخفيفة والسريعة فاقمت معاناة النازحين في الخيام، إضافة إلى معاناتهم اليومية من فقدان معظم الضروريات ووسائل العيش الكريم.
ويطالب عشرات الآلاف من النازحين بملاجئ جديدة وخيام تقيهم من الشتاء وبطانيات وملابس ثقيلة، وجميعهم يطالبون بالعودة إلى وطنهم حتى لو تعرض للدمار.
ترتفع أمواج البحر وتخترق مياهها الخيام التي إن لم تتكسر تغرق وتدمر كل ما فيها مما حاولت العائلات جمعه من ملابس وحطب ومؤن غذائية ومستلزمات بدائية ضرورية جداً لحياتهم .
وفي أحد مقاطع الفيديو التي تم تسجيلها صباح اليوم تظهر خيمة امرأة مسنة وتشير إلى كيس طحين مملوء بالماء، وتحاول المرأة المسنة حمايته قدر استطاعته لأنه في غزة يعني الحياة، لكن المياه وصلت إليه ودمرته. وسقف خيمتهم والبطانيات التي كانت تغطي الأرض.
مقطع فيديو من إنتاج الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، يروي شهادات النازحين على شاطئ خان يونس. ويرون تفاصيل خيامهم وهي تغرق مع اقتراب أمواج البحر منهم وتساقط الأمطار على المخيمات.