مئوية جيمي كارتر: كيف قضت أزمة رهائن السفارة الأمريكية في طهران على طموح تجديد ولايته رئيسا لأمريكا؟
احتفل الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر بعيد ميلاده المئة في أوائل تشرين الأول/أكتوبر، وهي سابقة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الرؤساء الأميركيين. ولم يبلغ أي منهم سن 100 عامًا خلال حياته. ورغم أن كارتر غادر البيت الأبيض عام 1981 بعد فترة رئاسية واحدة، إلا أن حضوره على الساحة السياسية الأمريكية والعالمية لم يختف، حيث حصل على جائزة نوبل للسلام عام 2002.
وتميزت فترة ولاية كارتر كرئيس، رغم قصر مدتها، بأحداث مهمة، ولعل أبرزها تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران عقب الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، التي أطاحت بحكم الشاه. وقد تجلى ذلك في احتجاز الأميركيين كرهائن في السفارة الأميركية في طهران لأكثر من عام. مع تجدد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران إثر الهجوم الصاروخي الإيراني على الاحتلال الإسرائيلي، نستذكر من صفحات التاريخ وقائع أزمة تاريخية بين البلدين.
وكلفت أزمة الرهائن في طهران كارتر هزيمة انتخابية
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 1979، شهدت السفارة الأميركية في طهران حادثة تاريخية عرفت بأزمة الرهائن والتي صدمت العالم حينها. اقتحمت مجموعة من الطلاب الإيرانيين المتطرفين السفارة واحتجزت دبلوماسيين أمريكيين كرهائن تحت تهديد السلاح. واندلعت فترة مظلمة من الحصار والصراع الدبلوماسي، واستمرت هذه الأزمة 444 يوما وأسفرت عن انقطاع العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإيران، الأمر الذي أدى في نظر البعض إلى فشل الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر في الفوز بولاية ثانية. بعد تعرضه لضغوط شديدة من الرأي العام الأمريكي.
المخلب العقابي: الفشل الأمريكي في إطلاق سراح رهائن طهران
وفي خضم أزمة الرهائن في إيران، قررت الولايات المتحدة إطلاق عملية عسكرية جريئة لإنقاذ دبلوماسييها المسجونين. ومع ذلك، فإن العاصفة الرملية الشديدة التي اجتاحت صحراء تاباس الإيرانية قلبت الطاولة وأدت إلى فشل ذريع لعملية “مخلب النسر”. أثبتت هذه العملية، التي تهدف إلى رفع الروح المعنوية الأمريكية، أنها شكلت انتكاسة كبيرة للولايات المتحدة وكشفت عن ثغرات في قدراتها العسكرية. وأسفرت العملية عن مقتل ثمانية جنود أمريكيين وتدمير طائرتين، مما يجعلها واحدة من أكبر الهزائم العسكرية الأمريكية في تاريخها الحديث.
ويتزامن إطلاق سراح الرهائن مع مغادرة كارتر البيت الأبيض
حافظت الجزائر على علاقات جيدة مع كل من الولايات المتحدة وإيران، مما أتاح لها التواصل مع الطرفين والتأثير عليهما. وبحسب وكالة الأنباء الجزائرية، فإن الحكومة الإيرانية وافقت على بدء المفاوضات مع الولايات المتحدة عبر وساطة الحكومة الجزائرية من خلال طرح سلسلة من الشروط للإفراج عن الدبلوماسيين المحتجزين، أهمها: إطلاق سراح إن. جمدت الولايات المتحدة الأموال الإيرانية، وإلغاء مطالبات التعويض الأمريكية ووقف الحكومة الأمريكية.. حول التدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية وإعادة أصول الشاه الموجودة في البنوك الأمريكية.
وصلت هذه الأزمة إلى مرحلتها الأخيرة عندما تم إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين في طهران بعد توقيع الولايات المتحدة وإيران على ما يسمى “اتفاق الجزائر” لحل أزمة الرهائن في 19 يناير 1981، وتم إطلاق سراحهم فعليا في اليوم التالي تزامنا مع كارتر يغادر البيت الأبيض ويتولى مهام خليفته رونالد ريغان كرئيس للولايات المتحدة.