مجلس الدولة يمنع عودة وزير العمل السابق حسن شحاتة إلى رئاسة اتحاد العمال
رأي المحكمة: شحاتة فقد مطلبًا أساسيًا لعضوية التنظيمات النقابية في الدورة الحالية
أصدرت الجمعية العمومية للإفتاء والدوائر التشريعية بمجلس الدولة فتوى قضائية تمنع وزير العمل الأسبق حسن شحاتة من العودة إلى منصبه رئيسا تنفيذيا لاتحاد نقابات عمال مصر في دور الانعقاد النقابي 2022-2026.
وأصدرت الجمعية، التي تعتبر أعلى سلطة قانونية في مصر، هذه الفتوى ردا على سؤال في هذا الشأن من وزير العمل الحالي محمد جبران.
وسبب السؤال هو أن حسن شحاتة كان يرأس مجلس إدارة الاتحاد العام لأعمال النقل الجوي، وانتخب رئيسا لمجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر عام 2022. وفي العام نفسه انتخب رئيساً للمجلس وأصبح وزيراً للعمل وفقد وضعه النقابي وعُين محمد جبران رئيساً للنقابة.
وفي يوليو 2024، ترك حسن شحاتة الوزارة وحل محله محمد جبران، مما أثار التساؤلات حول مدى قانونية عودة حسن شحاتة إلى رئيس اتحاد نقابات عمال مصر.
فقد الوزير وضعه النقابي
وجاء في مبرر الفتوى أن القانون رقم 213 لسنة 2017 بشأن التنظيم النقابي والحق في تكوين النقابات العمالية يحدد الشروط التي يجب توافرها في القيادات النقابية، بما في ذلك الاستمرار في العمل في إحدى المهن أو الوظائف المذكورة. تصنيف الاتحاد.
وتنص الفتوى على أن منصب الوزير يعتبر منصبا سياسيا، وأن قرار تعيينه في هذا المنصب له طابع معقد ذو شقين: أولا، انتهاء علاقته بالمنصب الذي يشغله، وثانيا، الإنهاء يفتح علاقة جديدة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعلاقة السابقة.
ولم تتأثر الفتوى بالقرارات التي اتخذها رئيس مجلس إدارة شركة مصر للطيران للشحن الجوي، التي عمل بها حسن شحاتة قبل توليه منصبه، باحتفاظه بوظيفته خلال فترة الوزارة، ثم عودته للعمل والعودة لرئاسة مجلس إدارة النقابة العامة. أعمال النقل الجوي.
وجاء في المبرر: “مهما كان الرأي في جواز الاحتفاظ بوظيفته السابقة، فإن ذلك لا يمنحه صفة الموظف خلال هذه الفترة”.
كما قيل إنه لم يسمح للوزير السابق حسن شحاتة بحضور مدة اجتماع النقابة. “لا يجوز ذلك إلا لمن تقاعد، وتولى وظيفة داخل التنظيم النقابي دون انقطاع، و…استوفى الشروط الأخرى للعضوية”.
من يقود الاتحاد؟
وأوضحت الفتوى -بناء على المادة 44 من القانون 213 لسنة 2017- أن رئيس الاتحاد هو الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات بعد الرئيس المنتخب الذي فقد شروط العضوية.
وهذا يعني أن من حصل على أكبر عدد من الأصوات بعد حسن شحاتة في انتخابات 2022 هو من يجب أن يحل محله وفي هذه الحالة هو عادل عبد الفضيل.
وفي يوليو/تموز الماضي، تعمقت أزمة رئاسة النقابة المصرية في الساعات الأخيرة بعد إعلان حسن شحاتة حصوله على فتوى من وزارة العمل للعودة إلى الرئاسة مرة أخرى، فيما اختار قيادات النقابة عبد المنعم الجمل. نائب رئيس الاتحاد، ويكون رئيساً للاتحاد حتى انعقاد الجمعية العمومية.
وأوضح الجمل لـ«الشروق» حينها أن المجلس رفض عودة شحاتة كزعيم نقابي متجدد، وخاطب وزارة العمل بمذكرة قانونية تنص على عدم صلاحية الوزير السابق في ذلك، وطالب الوزارة بذلك لذا اجعل جميع الفتاوى الصادرة في هذا السياق متاحة له. وقالت الوزارة إنها لم تصدر أي فتاوى بهذا الشأن، وأنها ستتوجه إلى الهيئة العامة للفتوى والتشريع لإبداء الرأي.
وأوضح القائم بأعمال رئيس اتحاد عمال مصر أنه فور تلقي الفتوى، دعا المجلس إلى اجتماع عام للنقابة لانتخاب رئيس للنقابة لاستكمال الدورة النقابية الحالية 2022/2026.
ومن ناحية أخرى، يصر حسن شحاتة على أهليته وأنه لم يفقد شروط العضوية. وقال لـ«الشروق» وقتها إن لديه خطاب جواب لحصوله على الوظيفة وخطاب من مجلس الوزراء، وقام بدفع التأمينات وانتظام اشتراكات النقابة.
إلا أن فتوى مجلس الدولة المذكورة أعلاه، والتي صدرت قريباً، ستقرر إغلاق هذا الملف وإلزام وزارة العمل بالتصرف وفق الأسباب المبينة في القانون.