اخبار مصر

زياد بهاء الدين: الاستثمار المباشر حل سليم ومستدام لمشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية

قال زياد بهاء الدين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التعاون الدولي الأسبق، إنه لا يوجد حل قوي ومستدام لحل مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك نقص العملة والبطالة وتضخم الديون الخارجية وفقدان الخبرات والتجارب، نقص الغذاء والدواء، إلا بزيادة الحصص ونوعية الاستثمارات، سواء في الداخل أو في الخارج، لأن ذلك يأتي مع المزيد من النمو والتوظيف والصادرات وأرباح الشركات والأفراد.

وأضاف بهاء الدين أمس خلال ندوة بعنوان “آفاق وتحديات الاستثمار الخاص في مصر” التي أقامتها مؤسسة كميت بطرس غالي للسلام والمعرفة أنه يجب التمييز بين الاستثمار المباشر والاستثمار في الأوراق المالية، فهي تجارة استثمارات مباشرة التدفقات إلى رأس المال والشركات الناشئة، وبالتالي زيادة القدرة الإنتاجية. وبينما تنطوي الاستثمارات في الأوراق المالية على مبادلة عقار بآخر، على الرغم من أهميتها، إلا أنها لا تزيد من إنتاجية الحكومة.

وتقاس الاستثمارات المباشرة الناجحة بقدرتها على خلق فرص العمل وفرص التصدير

وأوضح بهاء الدين أن شراء العقارات والإنفاق على الشركات العقارية من أشكال الاستثمار المباشر، لكن من المؤكد أن الاستثمار أفضل في توسيع الطاقة الإنتاجية. ولا تقتصر معايير نجاح الاستثمار على مستوى التدفق النقدي فحسب، بل أيضا على خلق فرص العمل والقدرة على التصدير، فضلا عن إدخال التقنيات الجديدة التي تصاحب هذه المشاريع، مؤكدا أن نجاح الاستثمارات المباشرة يعود إلى وتأثيرها على التنمية الاقتصادية.

وأضاف بهاء الدين أننا أمام معضلة خلق المناخ الجيد للاستثمار منذ 50 عاما وأن تحديد مجالات محددة للاستثمار هو منطق غير مقبول، حيث أن المبدأ الأساسي في الأمر هو أن يمارس المستثمر نشاطه. يختار الدولة بنفسه الدعم والترويج ولا يقتصر الحوافز على أنشطة معينة فقط.

فالتنافس بين الدول الآن يتعلق بتكلفة الإنتاج وتوفير الأراضي للمستثمر، وليس بالإطار الزمني لإنشاء الشركات

وأشار إلى أن بعض الحوافز الجديدة التي يتم الترويج لها، مثل الرخصة الذهبية، تعكس رسالة ضمنية سيئة للغاية، متسائلا: هل يجب على المستثمر الوصول إلى المستوى الذهبي حتى يحصل على الرخص المتعلقة به بقرار من المستثمر تكون قادرة على توفير النشاط؟ مجلس الوزراء؟

وأوضح بهاء الدين أن العالم اليوم يتنافس على استقرار السياسة النقدية ويتنافس على تكلفة الإنتاج في توفير الأراضي بأسعار تنافسية، وليس على عدد أيام تأسيس الشركات وشروطها وإجراءاتها.

وأشار نائب رئيس الوزراء ووزير التعاون الدولي الأسبق إلى أنه إذا أردنا اللحاق بدول العالم ذات الأوضاع المماثلة، علينا أن نترك منظومة التفكير والتشريعات وفلسفة الاستثمار القديمة ونبحث عما ينشغل به المستثمرون فعليا اليوم.

وأوضح بهاء الدين أن التوسع غير المعروف سابقًا في النشاط الاقتصادي للدولة خلال العقد الماضي أدى إلى إزاحة القطاع الخاص وزيادة إنفاق القطاع، بالإضافة إلى إعادة تخصيص الموارد لمشروعات أقل كفاءة.

ويواجه المستثمرون في مصر رسوما مرتفعة تعيق الإنتاج والعمليات

ويرى زياد بهاء الدين أن ضريبة الدخل في مصر البالغة 22.5% هي ضريبة معقولة جدا مقارنة بقيمة الضريبة المرتفعة في دول أخرى، ولكن هناك مشكلة وهي تنوع الضرائب بما في ذلك ضريبة القيمة المضافة. توزيعات الأرباح وغيرها مما يزيد من قيمة الضرائب. لكن المشكلة الأخطر هي “نزيف الرسوم” على حد وصفه، إذ أن هناك رسوماً عدة تعيق الإنتاج والعمليات.

وأشار بهاء الدين إلى أن بعض السياسات العامة غير مستقرة حيث أن هناك ضريبة أرباح رأسمالية على تعاملات البورصة، وهي ضريبة بسيطة لا تستحق أن تظل معلقة منذ عام 2010 حتى اليوم دون أن نقرر هل سيكون الأمر كذلك أم لا. لم يتم تنفيذها.

ونصح بهاء الدين الحكومة بعدم المبالغة في مهمة تجاوز الأزمة، لأن من تحمل هذه الأزمة ودفع ثمنها هم المواطنون الذين تحملوا ارتفاع الأسعار وتبعات تقلبات سعر الصرف. ويرى بهاء الدين أن اليوم الذي تعلن فيه مصر إلغاء قانون وأنظمة الاستثمار سيكون بمثابة تحول إيجابي للغاية. كما دعا إلى مراجعة وتقييم وثيقة سياسة ملكية الدولة الصادرة في يونيو 2022، على أن تكون بعض الأهداف قد تحققت خلال الثلاث سنوات وأن هذه الأهداف لم تتحقق بعد، وتشير الأرقام المذكورة إلى حجم الملكية أما التخارجات القطرية فقد حدثت، 85% منها جاءت من صفقة رأس الحكمة.

لقد كانت اتفاقية صندوق النقد الدولي ضرورية، واتفاق رأس الحكمة يمثل فرصة هائلة

ويرى بهاء الدين أن اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولي وتحرير سعر الصرف كانا من القرارات التي كان من الصعب تجنبها وأنه كان من الصعب القيام بذلك دون الاتفاق مع الصندوق أو تنفيذ قرار تحرير سعر الصرف. توحيد سعر الصرف لمواصلة سعره.

وقال إن الاستثمار السياحي يعد حاليا من أهم أنواع الاستثمار لأنه يعمل ويخلق فرص عمل ويوفر العملة الصعبة. وعن مشروع رأس الحكمة، قال بهاء الدين إنه فرصة هائلة في الوقت الحالي وليس لدي أي اعتراض عليه حتى الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى