ما حكم التحايل لاستخدام السيارات المخصصة لذوي الهمم؟ الإفتاء تجيب
حذرت دار الإفتاء من الغش في مصادرة السيارات المستوردة لصالح أصحاب الهمم، مؤكدة أنه يشكل تلاعبا غير قانوني وغير مشروع.
وقالت الدار في بيان لها: “إن من مظاهر تكريم الشريعة الإسلامية للإنسان أن الشرع أعطى لأصحاب الهمم صفات خاصة تحررهم من المشقة وتساعدهم في أمور الحياة، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك”. بقوله: {ليس على الأعمى حرج، ولا على الأعرج، ولا على المرضى، ولا على الأنفس. فكم تأكلون من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو أمهاتكم} [النور: 61].
وجاء في البيان: «وكما جاء في السنة النبوية ما يدل على رفع الحرج عن الجميع، وهو ما رواه الإمام البخاري في «صحيحه» عن عمران بن حصين رضي الله عنه كان له عذر يمنعه من الصلاة قائما – قال: “فسألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: “”صل أنت قائما، فإن لم تستطع” أن تفعل فاجلس، فإن لم تستطع فعلى جنبك».
ومن هذا المنطلق أشاد مجلس النواب بتخصيص الدولة بعض التخصصات لأصحاب الهمم. يستعينون في شؤونهم ويستثمرون طاقتهم في الحياة؛ السعي من أجل حياة أفضل لهم، بما في ذلك تخصيص الدولة لسياراتهم بإعفائهم من الرسوم الجمركية أو بعض الرسوم المالية.
وشددت على أن أي احتيال أو تلاعب غير قانوني لن يكون عملاً غير قانوني وغير أخلاقي فحسب، بل سيبطل أيضًا الغرض من هذا التخصيص، ويؤثر، من ناحية، على رفاهية أصحاب الهمم أنفسهم، ومن ناحية أخرى، يتسبب في الإضرار بالدولة من جهة أخرى.
وتابعت: أن الغش والتلاعب منافيان للوفاء بالعقد والوعد، وقد قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ” [المائدة: 1]، وعن أبي هريرة، رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «المسلمون على شروطهم. خذ الحق منه» رواه ابن حبان في الصحيح والحاكم في المستدرك.
كما تم التأكيد على أنها خيانة أمانة، كما قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَلاَ تَخُونُوا أَمْنَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الأنفال: 27]. .
واختتمت دار الإفتاء بيانها بدعوة المجتمع إلى العمل الجماعي والتعاون لحماية حقوق أصحاب الهمم، وتسليمها لمستحقيها، ودعت مؤسسات الدولة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان وصول المخصصات إلى مستحقيها. يستحق ذلك.