صناع: إطلاق مبادرة التمويل بفائدة 15% تعيد الحياة إلى المصانع المتعثرة
وستساعد عودة المصانع المتوقفة في الوصول إلى هدف الصادرات السنوية البالغ 145 مليار دولار إن تجديد المصانع المهجورة أفضل بكثير من بناء مصانع جديدة يستغرق تشغيلها سنوات
وقال رجال الأعمال والمستثمرون إن عودة كافة الطاقات المعطلة إلى السوق يمكن أن تساعد في تحقيق خطط الدولة لزيادة حجم الصادرات إلى 145 مليار دولار خلال الفترة المقبلة.أعلن الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل عن تقديم قروض لدعم المصانع المتوقفة والمغلقة والمتعثرة وقيد الإنشاء مما أدى إلى زيادة حجم النشاط الصناعي والقدرة الإنتاجية.وأعلن الوزير أن الوزارة تمكنت من “إصدار قرار من رئيس الجمهورية بإطلاق مبادرة مساعدة المصانع المغلقة بقرض فائدة 15 بالمئة وتتحمل وزارة المالية باقي قيمة الفائدة”، وأوضح أن يتم حالياً الترتيب مع غرفة التجارة والصناعة بشأن من سيحصل على هذا القرض وتم الاتفاق على أن يمنح القرض للمدين الذي قام ببناء مصنعه ولم يقم بشراء مدخلات لتغطية تكاليف المصانع لن يذهب البناء هباءً.”دكتور. من جانبه، رحب محمد خميس، نائب اتحاد المستثمرين ورئيس جمعية مستثمري السادس من أكتوبر، بهذه الخطوة، معتبرًا أنها بداية جديدة لحل كافة المشكلات التي تواجه القطاع من خلال إعادة المصانع المتوقفة والطاقة إلى السوق. أفضل وأهم من بناء مصانع جديدة، الأمر الذي قد يستغرق الكثير من الوقت والجهد والتأخير.وأضاف خميس أن طرح مبادرة لدعم هذه المصانع المتعثرة يعد خطوة يمكن أن تساعد في زيادة معدلات الإنتاج والتصنيع، ناهيك عن زيادة حجم الصادرات إلى مختلف دول العالم العديد من فرص العمل الجديدة التي من شأنها خفض معدلات البطالة والتضخم.من جانبه، توقع علي عيسى، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، أن يساعد هذا القرار على عودة جزء كبير من الطاقة الإنتاجية غير المستغلة إلى سوق العمل.وأضاف عيسى: “إن عودة هذه الطاقات إلى السوق ستساعد على زيادة معدلات الإنتاج وبالتالي زيادة حجم الصادرات، مما يشكل مساهمة مهمة في تحقيق خطط الدولة لزيادة حجم الصادرات”.وشدد عيسى على ضرورة تسخير كافة الطاقات غير المستغلة والمضعفة بسبب التغيرات الكبيرة التي شهدها السوق والعالم في الآونة الأخيرة.وأوضح عيسى أن إعادة تأهيل هذه المصانع وعودتها أفضل بكثير من إنشاء مصانع جديدة تستغرق سنوات أو أشهر لإنتاجها وتصديرها والوصول إلى طاقتها الإنتاجية الكاملة.أشاد خالد أبو المكارم، رئيس مجلس تنظيم الصناعات الكيماوية، بإطلاق مبادرة لدعم المصانع المتعثرة، متوقعاً أن تساهم الخطوة في زيادة معادلات الإنتاج والتصنيع، فضلاً عن تنشيط مناخ الاستثمار وزيادة حجم الصادرات.وقال أبو المكارم إن قطاع التصدير كان من أكبر المستفيدين من هذه الخطوة، خاصة أن دخول الطاقة غير المستغلة إلى سوق العمل من شأنه أن يزيد حجم المنتجات المصدرة لمختلف دول العالم.وتوقع المهندس محمود الشندويلي، رئيس جمعية مستثمري سوهاج وعضو اتحاد المستثمرين، حدوث طفرة في العمل وعودة هذه المصانع إلى السوق خلال الفترة المقبلة.وأضاف الشندويلي أن الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة للقطاع الصناعي سيساعد بشكل كبير على زيادة معدلات نمو الاقتصاد خلال السنوات المقبلة.وتضم محافظة سوهاج أربع مناطق صناعية تبلغ استثماراتها حاليا نحو 30 مليار جنيه، كما يوجد نحو 800 مصنع تعمل في مختلف القطاعات سواء قطاع الأغذية أو الصناعة الهندسية أو صناعة الأثاث أو غيرها من الأنشطة الاستثمارية المتنوعة.وأشار الشندويلي إلى أن المناطق الصناعية في سوهاج، مثل نظيراتها في جميع أنحاء الجمهورية، تعاني من ضعف الخدمات وسوء تشغيل المرافق، وطالب الشندويلي الحكومة بزيادة مخصصات الدعم للمناطق الصناعية في صعيد مصر لأنها مطلوبة لزيادة الإنتاج و معدلات التصدير لها أهمية كبيرة. وبناء على موافقة رئيس الجمهورية سيتم تنفيذ مقترح وزارة الصناعة بالتنسيق مع اتحاد الصناعيين بشأن أولويات القطاعات الصناعية التي ستشملها المرحلة الأولى من مبادرة تمويل الصناعات بقروض ميسرة معدل فائدة 15%، على أن يستخدم مبلغ القرض لشراء الآلات والمعدات واللوازم وليس للبناء. ويجري التنسيق حالياً مع الاتحادات الصناعية والغرف الصناعية لتحديد المصانع التي تريد ذلك، وبعد أن حصلنا على القرض، اقتصر عدد المصانع المتعثرة في البداية على 26 مصنعاً، وستبدأ العمل اعتباراً من الغد.وبحسب إحصائيات وزارة الصناعة والتجارة، يبلغ عدد المصانع المغلقة نحو 5800 مصنع قائم وغير عامل، ويبلغ عدد المصانع تحت الإنشاء المتوقفة عن العمل 5500 مصنع، بإجمالي 11500 أو 12000 متوقفة المصانع المتوقفة والمغلقة. ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا بدراسة المشكلات والتحديات التي تواجهها المصانع المتعثرة وإيجاد حلول غير تقليدية لتقديم المساعدة والمساندة لتشغيل هذه المصانع بما يقلل من تكاليف ضخ الاستثمارات فيها وحماية حقوق العمال.ووافق رئيس الجمهورية على إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعة 2024-2030 لمدة ست سنوات، على أن يتم تنفيذها على ثلاث مراحل. ويستهدف جميع القطاعات بهدف التوسع في الصناعات المستقبلية والصناعة الخضراء والهيدروجين الأخضر.وتهدف الاستراتيجية إلى زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج القومي الإجمالي إلى 20% بحلول عام 2030، كما أن زيادة مساهمة الاقتصاد الأخضر في الناتج القومي الإجمالي وتوظيف العمال وخلق 7 إلى 8 ملايين فرصة عمل سيساعد في تقليل البطالة. . بالإضافة إلى ذلك نقوم بتقديم الدعم الفني للمصانع الصغيرة ودمجها في الاقتصاد الرسمي ومعالجة مشاكل المصانع الفاشلة.وبهدف حل مشاكل القطاع، أعلنت وزارة الصناعة والتجارة أنها تلقت نحو 545 شكوى خلال الفترة الماضية، منها 215 شكوى حول تخصيص أراضي صناعية، و42 شكوى حول إصدار رخص تشغيل، و31 شكوى حول شكاوى انقطاع توصيل المرافق و32 شكوى صعوبات مالية و219 شكوى متنوعة.وتم حل 91 شكوى في نهاية المطاف، ويجري حاليًا حل الشكاوى المتبقية. بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق مبادرة لسداد مديونيات مصانع السيراميك للجهات الحكومية المختلفة، بما في ذلك الكهرباء والمياه والغاز، على أن يتم تسليم كميات من السيراميك للجهات الحكومية، وتتولى وزارة المالية الإفراج عنها.وتعمل الحكومة الجديدة على إيجاد حلول لأزمة المصانع المتعثرة والتي تعتبر من أهم القضايا التي تعمل عليها حيث تواجه مصر العديد من التحديات في عام 2018 تتعلق بفشل العديد من المصانع في المناطق الصناعية وعدد المصانع في ووصلت الأزمة إلى نحو خمسة آلاف مصنع من أصل 19 ألف مصنع عامل في مصر. ويقدر العدد حاليا بحوالي 11 ألف مصنع.