الدولار يقترب من 50 جنيها بضغط من تخارج الاستثمارات الأجنبية من أدوات الدين
– الحسن: مطالبة صندوق النقد الدولي بمزيد من تحرير سعر الصرف هي سبب ارتفاع العملة الخضراء
واصلت أسعار صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك المحلية ارتفاعها بمقدار 50 قرشا خلال تعاملات أمس الاثنين مقارنة بالأسعار في نهاية تعاملات أمس، وسط ضغوط من انسحاب الاستثمارات الأجنبية من الديون المصرية وتزايد المخاطر وتصاعد التوترات الجيوسياسية. في المنطقة.
وارتفع سعر العملة بنحو 50 قرشا في التعاملات مع البنك الأهلي المصري وبنك مصر، أي ما يعادل 49.20 جنيه للشراء، و49.30 جنيه للبيع، مقابل 48.70 جنيه للشراء، و48.80 جنيه للبيع.
وأرجع محمد حسن، العضو المنتدب لشركة بلوم مصر للاستثمارات المالية، أسباب انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار إلى خروج الاستثمارات الأجنبية من الديون والأسهم المصرية، مما أدى إلى زيادة الضغط على الجنيه، بالإضافة إلى مطالب صندوق النقد الدولي بمزيد من تحرير سعر الصرف.
قالت إيفانا هولار، رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي في مصر، إنه يتعين على مصر تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار من كافة القيود.
وتسلمت مصر الأسبوع الماضي 820 مليون دولار، قيمة الشريحة الثالثة من قرض صندوق النقد الدولي بقيمة 8 مليارات دولار.
وأضافت إيفانا أن المراجعة المقبلة لمصر ستتم في الفترة ما بين سبتمبر وديسمبر، وأنه سيتم صرف 1.3 مليار دولار كجزء من المراجعة الرابعة. وتوقع حسن أن يستمر سعر الدولار أمام الجنيه في الارتفاع ويتجاوز الـ50 جنيها. وإذا استمرت الضغوط من الاستثمار الأجنبي في سندات الحكومة المصرية والسندات الحكومية، فقد يصل الدولار إلى 60 جنيها خلال الشهرين المقبلين.
وبحسب البورصة المصرية، تدفقت نحو 297 مليون دولار من الاستثمارات الأجنبية من أدوات الدين المصرية عبر السوق الثانوية خلال جلسة الخميس الماضي.
من جانبها، قالت الخبيرة الاقتصادية منى بدير، إن انخفاض قيمة الجنيه يرجع إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية وارتفاع المخاطر في المنطقة، وهو ما يؤثر بشكل كبير على رغبة الدول المعرضة للاستثمار في سندات الدين وتفسر هذه المخاطر أن هجرة الأجانب كانت واضحة منذ بعض الوقت، لكن وتيرتها زادت في الماضي. ولذلك فمن الطبيعي في الفترة الحالية أن تتقلب أسعار الصرف بسبب سياسة سعر الصرف المرنة.
ويتوقع بدير أن تستمر قيمة الجنيه في الانخفاض، لكن ذلك سيعتمد على مستوى التصعيد في المنطقة، حيث تتسع دائرة الصراع في المنطقة، لكن في الوقت نفسه تبذل محاولات لاحتواء هذا الصراع. ويشير إلى أن الضغط على الليرة سيستمر بحسب التصعيد ومستوى الاحتواء الذي قد يحدث في المنطقة.
وأوضح بدير أن هناك مخاطر كبيرة في المنطقة وهذا له تأثير على قيمة الجنيه. ولذلك نعتقد أنه من المتوقع حدوث المزيد من الضعف في الجنيه، لكن درجة الضعف ستعتمد على درجة التصاعد. ونتوقع أن يرتفع الدولار إلى 52 جنيها بنهاية العام الحالي، ولكن مع تصاعد “المستحق”. بسبب التوترات يمكن أن تتجاوز هذه القيمة خلال الفترة المقبلة، لكن عندما تهدأ الأوضاع قد تتراجع إلى 48 و49 جنيها.
وفي مارس الماضي، سمح البنك المركزي بتحديد سعر الجنيه بناء على آليات العرض والطلب أمام العملات الأجنبية، وقام في اجتماع استثنائي برفع أسعار الفائدة على الجنيه بمقدار 600 نقطة أساس، لترتفع قيمة الجنيه مقابل العملات الأخرى. وتراجعت العملات وارتفع الدولار بعد تطبيق سياسة سعر الصرف المرن من نحو 31 جنيها للدولار إلى 50 جنيها، ثم عاد للارتفاع تدريجيا من جديد خلال الأشهر الأخيرة واستقر حول مستويات 46 و48 جنيها للدولار.
وقال صندوق النقد الدولي في بيان سابق مطلع الشهر الماضي، إن قرار السلطات المصرية توحيد سعر الصرف في مارس الماضي أدى إلى تحسن الأوضاع المالية في مصر.
وأضاف الصندوق أن تأثير التوترات الجيوسياسية في المنطقة يشكل تحديا للاقتصاد المصري، مشيرا إلى أن السلطات المصرية تتخذ إجراءات لتحقيق الاستقرار في مؤشرات الاقتصاد الكلي من خلال الجهود الرامية إلى الانضباط المالي وتشديد السياسة النقدية.