والدها مغربي وأمها جزائرية.. من هي رشيدة داتي وزيرة الثقافة في الحكومة الفرنسية؟
أعلن الإليزيه، السبت 21 سبتمبر 2024، تشكيل حكومة جديدة ليمين الوسط، بعد أكثر من شهرين من الانتخابات التي أدت إلى جمود في البرلمان وتعميق الانقسامات السياسية. أعيد تعيين رشيدة داتي وزيرة للثقافة والتراث في حكومة رئيس الوزراء الفرنسي المحافظ ميشيل بارنييه. رشيدة داتي، من مواليد 27 نوفمبر 1965، سياسية فرنسية لأب مغربي وأم جزائرية. وتعتبر أول امرأة من أصل عربي تتولى حقيبة وزارية في الحكومة الفرنسية.
عملت داتي كمتحدثة باسم نيكولا ساركوزي خلال الانتخابات الرئاسية عام 2007 وكانت حارسة أختام الجمهورية ووزيرة العدل في الحكومتين الأولى والثانية لفرانسوا فيون من مايو 2007 إلى 23 يونيو 2009. كانت عمدة المنطقة السابعة في باريس عام 2008 ومنافسة لعمدة المدينة آن هيدالغو. وفي يوليو 2009 دخلت البرلمان الأوروبي.
نشأت داتي في مدينة سان ريمي الفرنسية في أسرة مهاجرة فقيرة وغير متعلمة. والدها عامل مغربي ووالدتها جزائرية. عملت الوزيرة كمساعدة تمريض لتمويل دراستها التي تفوقت فيها. درست القانون في جامعة دييغو الفرنسية وحصلت على الماجستير في القانون العام والماجستير في الاقتصاد وإدارة الأعمال.
وفي عام 2002، بدأت تدخل السياسة، دون أن تتخلى عن نفوذها الواسع من خلال الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، الذي كان آنذاك وزيراً للداخلية وعينها كموظفة حكومية كجزء من مبادرته لمكافحة الجريمة التي أطلقها.
وكانت داتي همزة الوصل بين ساركوزي وشباب الضواحي الفرنسية التي شهدت أعمال عنف واسعة النطاق أواخر عام 2005، ولعبت دورا بارزا في تحسين العلاقات المتوترة بين ساركوزي وجاليات المهاجرين في الضواحي الفرنسية.
وفي عام 2006 انضمت إلى حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الذي يقوده ساركوزي، وفي عام 2007 أصبحت داتي المتحدثة باسم ساركوزي خلال معركته في الانتخابات الرئاسية. وبعد فوزها بالرئاسة، لم يتخل عنها، بل عينها، وانضمت إلى حكومته وزيرة للعدل، لتصبح أول شخص من أصل عربي في دولة أوروبية، وبقيت في حكومتي فرانسوا فيون الأولى والثانية حتى وفاتها. في استقالته في مايو 2009.
وفي عام 2021، اتُهمت بالفساد في إطار تحقيق في خدماتها الاستشارية لكارلوس غصن، الرئيس التنفيذي السابق لتحالف رينو نيسان، عندما كانت عضوا في البرلمان الأوروبي.
ومنذ عام 2019، يدرس قضاة التحقيق في باريس الخدمات الاستشارية التي أبرمتها RNVB مع وزيرة العدل الفرنسية السابقة رشيدة داتي والخبير الجنائي الفرنسي آلان باور خلال فترة ولاية كارلوس غصن.
وتم تصنيف داتي وباور، اللذين ينفيان أي انتهاكات للعقود، كشاهدين مشاركين، وكذلك مساعدة غصن السابقة في مجموعة رينو الفرنسية الإيرانية، منى سبهري.
لكن مزاعم الفساد لم تمنع داتي من العودة إلى الحكومة الفرنسية، حيث تم تعيينها وزيرة للثقافة في حكومة غابرييل أتال.
واعتبر انتخابها آنذاك خطوة سياسية من جانب ماكرون لكسب تأييد اليمين، رغم أنها كانت تخضع لتحقيق قضائي بشبهة فساد فيما يتعلق برسوم الاستشارات التي تلقتها من تحالف شركات “رينو” الفرنسية. . و”نيسان” خلال عملها عضواً في البرلمان الأوروبي.
كما أثار تعيين داتي في وزارة الثقافة غضب حزبها الجمهوري اليميني الذي أعلن رئيسه إريك سيوتي طردها من صفوفه قائلا إنها “وضعت نفسها خارج عائلتنا السياسية”.