خبراء: مردود إيجابى متوقع على البورصة مع عودة برنامج الطروحات الحكومية
– حسن: مسؤول الطرح يجب أن يتم اختياره من المؤسسات القوية التي لديها أسلحة خارج مصر – عبد الحكيم : لدينا فرص جيدة لنجاح البرنامج في الفترة الحالية – حسام عيد : يساعد على جذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية والعربية
ويرى عدد من خبراء ومحللي أسواق المال أن عودة برنامج الاكتتاب العام في الفترة الحالية سيكون لها تأثير إيجابي على سوق الأوراق المالية المصرية وكافة مؤشرات الاقتصاد المصري، كما ستساعد في جذب المستثمرين الأجانب إلى السوق المصرية. وأكد أن البورصة جاهزة للاكتتابات العامة وأن التوقيت الحالي مناسب. وقال إن الأهم هو الترويج الجيد للطرح وتسعيره ووضع جدول زمني واضح وتشكيل مجموعة اقتصادية قوية لإدارة البرنامج.
تستهدف الحكومة خلال الفترة المقبلة إحياء برنامج الطرح العام الأولي من خلال الإعلان عن طرح أسهم إضافية لشركة مصر للألمنيوم والصناعات الكيماوية (كيما)، حسبما أعلن وزير قطاع الشركات محمد الشيمي الأسبوع الماضي في مؤتمر صحفي بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية. وسيتم استكمال اتجاه طرح أسهم إضافية للشركتين، بما في ذلك شركة الدلتا للأسمدة، ضمن برنامج الطرح، مضيفًا أنه سيتم استكمال الإجراءات اللازمة لعملية الطرح، بما في ذلك جمع البيانات وتقييمها واختيار مدير الطرح. .
وبحسب بلومبرج، تخطط الحكومة أيضًا للتخارج من بنك الإسكندرية لصالح مجموعة انتيسا سان باولو، التي تمتلك 80% من البنك.
وآخذاً في الاعتبار ظروف السوق والحصول على الموافقات الرقابية ذات الصلة في الوقت المناسب، قرر البنك المركزي أمس طرح حصة من أسهم المصرف المتحد في البورصة المصرية قبل نهاية الربع الأول من عام 2025. ويعمل على الحصول على الموافقات اللازمة المتعلقة بالطرح، بما في ذلك: ويشمل ذلك الموافقات من الرقابة المالية والبورصة.
قال محمد حسن العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، إن البدء في تنفيذ برنامج الاكتتاب سواء طرح شركات جديدة أو زيادة الحصص السوقية للشركات المطروحة بالفعل، سيكون له تأثير إيجابي على السوق ويؤدي إلى زيادات سيحرك السيولة والاستثمار ويضاعف حجم السوق، مما يجذب المستثمرين الأجانب إلى السوق الذي يعتمد دائما على الأسواق الكبيرة.
وأوضح حسن أن الأمر يعتمد على البدء الفعلي بالتنفيذ، لافتا إلى أن الحكومة تتحدث عن برنامج الاكتتاب منذ سبع سنوات، إلا أنها تواجه مشاكل في التسعير وتقييم الشركات وتوفير السيولة بالدولار، لافتا إلى أنه بعد تنفيذ برنامج الاكتتاب وبعد صفقات الاستحواذ السابقة، كانت هناك سيولة جيدة بالدولار، مما يسمح للحكومة بتنفيذ برنامج الطرح في البورصة للاكتتاب العام.
وبلغت إيرادات مصر من طرح 17 شركة على المستثمرين منذ مارس/آذار 2022 نحو 5.7 مليار دولار، بحسب مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، حيث باعت شركة أبوظبي التنموية القابضة 8 شركات مقابل 2.6 مليار دولار، في حين باع صندوق الاستثمارات العامة السعودي واشترت “مجموعة طلعت مصطفى” شركة بـ 800 مليون دولار، وأربع شركات بـ 2.6 مليار دولار، واشترت “جلوبل للاستثمارات” الإماراتية شركة بـ 625 مليون دولار، و”أحمد عز” المصري شركة بـ 245 مليون دولار، ومستثمرون كما اشترت في البورصة شركة بـ 128 مليون دولار، كما استحوذت شركة الدهانات الوطنية الإماراتية القابضة على شركة بـ 17 مليون دولار.
وشدد حسن على أن التوقيت الحالي مناسب لنجاح برنامج الطرح، لكن المهم الترويج له بشكل جيد، وأن مسؤول الطرح من المؤسسات القوية التي لها أذرع خارج مصر لجذب المستثمرين الأجانب.
من جانبه، قال محمد عبد الحكيم، رئيس قسم البحوث في شركة الأسطول لتجارة الأوراق المالية، إن الكثير من عوامل نجاح الطروحات في الفترة الحالية متوفرة في السوق، خاصة بسبب اهتمام المستثمرين الأجانب والعرب، بالإضافة إلى تحسن الوضع الاقتصادي واستقرار سعر الدولار مقابل الجنيه، فضلاً عن تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي بشكل عام، مما يوحي بوجود فرص جيدة حالياً لنجاح البرنامج المقترح.
وأضاف عبد الحكيم أن تنفيذ برنامج الاكتتاب له تأثير إيجابي على السوق، مما ينشر حالة من التفاؤل ويعمل على زيادة طلب المستثمرين الأفراد وضخ دماء جديدة في السوق، مما يدفعه إلى الارتفاع، مما يوحي بأن الحكومة ويتعين عليهم الحفاظ على الرقابة المالية العامة، وتوفير التسهيلات للمستثمرين، وتوضيح ضريبة أرباح رأس المال، والاهتمام بالترويج الجيد للعرض.
من جانبه، قال حسام عيد، مدير الاستثمار بالبورصة، إن الطرح الجديد ينشط الأسواق، مضيفًا أن البورصة تحتاج حاليًا إلى طروحات حكومية قوية في مختلف القطاعات، بغض النظر عما إذا كانت مدرجة سابقًا أم لا، مثل: ب. التأمين والأندية والأنشطة الرياضية التي تتفاعل بشكل سريع مع مؤشرات السوق وتقودها إلى نتائج أكثر إيجابية وتحقق قيماً قياسية جديدة. كما أنها ستجذب المزيد من رؤوس الأموال، خاصة من المؤسسات المالية الأجنبية والعربية.
وأشار إلى أن سوق الأوراق المالية هو بطل المرحلة والسبيل للتغلب على الأزمة الاقتصادية الحالية، فهو أفضل أداة للتمويل منخفض التكلفة ويجب على الحكومة الاستفادة من ذلك، نظرا لارتفاع تكاليف التمويل المباشر. وهو ما سيساعد الشركات المدرجة في ذلك على توفير السيولة اللازمة لتوسيع أنشطتها وبالتالي سيكون له الأثر الإيجابي على أدائها المالي. وسيكون للناتج الإجمالي لمصر تأثير إيجابي على الاقتصاد المصري بكافة مؤشراته.
وأوضح عيد أن البورصة أصبحت جاهزة للاكتتابات العامة منذ بداية العام، خاصة بعد أن وصلت إلى قمم قياسية بلغت 34 مليونا و400 ألف نقطة وحجم تعاملات تجاوز 5 مليارات جنيه، وهي كلها مؤشرات على أن البورصة بدأت في التعافي وهي في طور التعافي. جاهزة للاكتتابات العامة الأولية، كما أكد نجاح طرح “ACT Financial” في أغسطس الماضي رغبة رؤوس الأموال في الاستثمار في الطروحات الجديدة.
وأضاف عيد أنه يجب على الحكومة وضع جدول زمني واضح لبرنامج الاكتتاب العام، وتشكيل مجموعة اقتصادية من أفضل خبراء الأسواق المالية لإدارة برنامج الاكتتاب العام الحكومي، وتهيئة أهم شرطين لنجاحه، وهما الإعلان والأسعار الجيدة.