محمد الجندي: المقصود بتجدد الدين إسقاط قواعده وأصوله على واقع ومستجدات الحياة دون المساس بأصوله
دكتور. وقال محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إن مقترح “بناء الإنسان في الإسلام” ينطلق من أهمية البنية الأساسية التي أوجدها الإسلام بثوابته وهي انسجام الإنسان مع تطورات العالم. يتناغم مع تجديد الدين في أي زمان وفي أي مكان.
وأوضح أن تجديد الدين يعني إسقاط قواعده ومبادئه على واقع الحياة ومستجداتها دون المساس بمبادئه لضمان الأمن في الدنيا والآخرة لأنها صادرة عن الواحد الذي خلق والذي خلق يعلم. أفضل من خلق.
جاء ذلك خلال كلمته في الفعالية الأولى لأسبوع الدعوة الإسلامية بعنوان “رؤية إسلامية في القضايا الإنسانية” التي أقامتها الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية بالجامع الأزهر، في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي “بداية جديدة لبناء الإنسان وتعليمات الإمام الأكبر” الأستاذ الدكتور . أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
وأضاف: “لقد تعددت اقتراحات العلماء للتجديد في كتب الحديث وشروحه وكتب التعليم والتراجم. وقد أراد ابن حجر العسقلاني (773 م – 852 م) أن يكتب في هذا الموضوع وحده، لكن هذا الكتاب مفقود. وجلال الدين السيوطي (849 م – 911 م) ألف كتاباً بعنوان “نبوءات من سيبعثه الله على رأس المئات”.
وأوضح الجندي أن العلم والدين في بناء الإنسان طريقان لا يتعارضان في الإسلام. مجال العلم هو عالم المادة، وهدفه يدور حول تقديم تفسير مادي لتجليات الكون واكتشاف قوانينه وصياغتها بمعادلات رياضية، مما أدى إلى اختراعات متنوعة للإنسانية وطاقاتها التي أذلت الأرض. إلا أن العلم بكل منجزاته المادية لا يقدم لنا أجوبة عن الأسئلة التي تقع خارج نطاق المادة، كتلك الأسئلة التي تتعلق بمصير الإنسان والهدف من وجوده.
وأشار إلى أن العلم لا يقدم وصفا لعلاقة الفرد بالمجتمع ولا تفسيرا مقنعا للمشاعر الإنسانية مثل الحب والتضحية. بمعنى آخر، العلم لا يعطينا فلسفة أخلاقية، ولن يخبرنا العلم شيئًا عن الهدف من الحياة والهدف من وجودنا، لكن العلم سيشرح لنا آلية عمل الجسم ويسمح لنا بفهم أشياء كثيرة. من أجل علاج المعاناة، وسيخبرنا أنه بعد الموت سوف ينقسم الجسد إلى عناصر تتفرق في الأرض، لكنه لن يخبرنا ما إذا كانت هذه هي نهاية نهاية الروح.
وتابع: “العلم لن ينصحني ببر والدي، أو مساعدة الفقراء، أو رفع الظلم عن المظلومين، فهذا لا يدخل في دائرة اهتمامه، فاليورانيوم ينتج طاقة هائلة، يحسبها باستخدام معادلة دقيقة”. ولكن سيكون الأمر محايدًا إذا استخدمنا هذه المعادلة لإنتاج الطاقة لسكن الأرض أو لصنع قنبلة ذرية من شأنها تدمير الأرض. فوظيفة العلم إذن تنتهي عند حدود النظريات والمعادلات، ولا تتعلق بصنع قيمة أو حكم أخلاقي، فهذا يدخل في نطاق الدين والفلسفة التي تتناول إرادة الإنسان الحرة.
وختم حديثه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رواه أبو هريرة (إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة دينها) ). ويعتبر هذا امتداداً لهذا المعنى، ورجاله ثقات جميعاً، ويوضحون أن هناك من الشخصيات المبتدعة من الأزهريين اعتماداً على منهج أهل السنة والجماعة، كانوا يمثلون الوسطية والاعتدال والتفقه في العقيدة بناء الشعب على منهج يتوافق مع تطورات الحياة ولا يتعارض مع أصول الدين وهم على سبيل المثال لا الحصر سيدنا عمر بن عبد العزيز في القرن الأول مرورا بالأعيان والأزهريين إلى سماحة الإمام د. أحمد الطيب شيخ الأزهر في القرن الحالي.