رميش.. بلدة لبنانية يرفض أهلها مغادرتها رغم الاستهدافات الإسرائيلية
للمرة الأولى منذ بدء التصعيد الإسرائيلي في لبنان، اليوم الجمعة، أصبحت بلدة رميش الحدودية في قضاء بنت جبيل بمحافظة النبطية (جنوب) التي يقطنها سكان مسيحيون، هدفاً لمسيرة دمرت، أشياء أخرى، منزل.
وقبل بضعة أيام، حذر الجيش الإسرائيلي سكان أكثر من 40 بلدة حدودية في جنوب لبنان بضرورة الإخلاء وهدد بقصف أي شخص يتم العثور عليه بالقرب من أعضاء حزب الله ومنشآتهم وذخائرهم، ولم يكن رميش من بينهم.
**تحذيرات إسرائيلية
الإنذار الأول من الناطق باسم الجيش للإعلام العربي أفيحاي أدرعي لسكان القرى الجنوبية المعنية بمدن: البياضة، بيت السياد، الراشدية، معشوق، البص، شبريها، صور دبا، البرغلية، معسكر القاسمية، النبي قاسم، برج رحال، العباسية، معركة، عين بعل، مهرونة، بافلية، ديركيفا، صريفا، أرزون، الدرداغية، ضهر برية جابر، جبل العدس، شاحور وبرج. الشمالي.”
وفي الإنذار الثاني مدن الخرايب، ورزي، الزرارية، عدلون، الأنصارية، مزرعة دير تقلا، مزرعة الوسطى، مزرعة جمجام، قصيبة، جبشيت، النبطية، سيناء مزرات، الدوار الشرقية، كفر رمان، النبطية. الفوقا، المنزلة، حبوش والحمصية، البيسارية، السكسكية، لوبية، كفر تبنيت، أرنون، زوطر الشرقية، زوطر الغربية.
وطال التحذير الثالث المدن التالية: هنية، السماعية، الراشدية، معشوق، البص، زقوق المفدى، شمالية، شبريحة، البرغلية، معسكر القاسمية، النبي قاسم، جبال البطم، عين بعل، البازورية، طير دبا، مزرعة شدايت، برج رحال، سربين، بياض، بافلية، ظهر برية جبر، جبل العدس، باستيت، أرزون، شحور، السلطانية، دونين، تولين، تمرية، مجدل سلام، القصير، عدشيت القصير، دير سوريان، دير ميماس، القليعة.
وحذر جيش الاحتلال الإسرائيلي من أن “كل من يقترب من أعضاء حزب الله ومنشآته وعتاده يعرض حياته للخطر”. ومن المرجح أن يتم استهداف أي منزل يستخدمه حزب الله لأغراضه العسكرية”.
*إيمان عظيم
وقال كاهن رعية رميش، الأب طوني الياس، للأناضول، إن “نحو 4 آلاف نسمة من نحو 10 آلاف عائلة وكبار السن لا زالوا يعيشون في بلدة رميش الحدودية”، لافتا إلى أن “المجموعة الشبابية هي الأكبر حاليا”.
وأضاف أن سكان المدينة «يلبون احتياجاتهم الأساسية بدعم من الجيش اللبناني واليونيفيل (قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان) التي ترافق الشاحنات التي تنقل المواد الغذائية أو الديزل إلى المدينة. كما يقومون برعاية احتياجات الناس، وخاصة الأدوية والطحين والديزل للتدفئة في فصل الشتاء.
وتابع الياس قائلا: “سنبقى في المدينة وضماننا هو الإيمان الذي يهز الجبال، وهذا ما جعلنا قبل عام من اليوم (المواجهات بين حزب الله وإسرائيل بدأت في 8 تشرين الأول العام الماضي) ودعونا المثابرة”.
*رموش محايدة
وعن سبب عدم بقاء رميش على قائمة القرى التي حذرها الجانب الإسرائيلي، يقول إلياس: “رميش ليست الوحيدة التي لم تكن مهددة، ولكن بما أنها أكبر المدن ولم يغادرها سكانها، فقد أكثر إشراقا.”
ورفض الياس بشكل قاطع الاتهامات التي أطلقها بعض اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، زاعمين أن بعض سكان المدينة يعملون لصالح إسرائيل، مؤكدا أننا “لا نقبل هذه الاتهامات”.
وأضاف: “منذ اليوم الأول للحرب، لم نترك قريتنا، وكان هدفنا منذ اليوم الأول هو أن نأمل ألا يطلق عناصر حزب الله الصواريخ من قريتنا. استخدمنا لغة الحوار. ليس لدينا أسلحة ولا مقاتلون في قريتنا”.
وأوضح إلياس: “رغم وجود مقاتلين (من حزب الله) على حدود المدينة، إلا أنها لم تتعرض للقصف لأن الحزب لم يطلق الصواريخ من هناك”. لقد حاول الناس دائمًا أن ينأوا بأنفسهم عن الصراع وهم يرفضون ذلك جميع الاتهامات الموجهة إليهم: إنهم يحبون وطنهم ويريدون الحفاظ عليه.
من جانبه، قال الشاب طارق جنطيوس من رميش: “نعمل كخلية نحل وقسمنا العمل لتأمين احتياجات أهلنا، جيش وآخرون يعتنون بالأطفال لتبديد خوفهم”.
وأضاف: “نسهر ليلاً لمنع المسلحين (عناصر حزب الله) من دخول المدينة وإطلاق النار من داخل المنازل وتعريضهم للقصف الإسرائيلي بهدف حمايتهم”.
وتابع غنياتيوس: “منذ بداية الحرب تضررت حدود المدينة وبعض المنازل الحدودية، ونحن نعاني بشكل كبير من الرصاص الطائش”.