عام على طوفان الأقصى.. ما أبرز حركات الضغط والاحتجاجات التي واجهها الاحتلال لوقف الحرب؟
أكملت عملية “طوفان الأقصى” العام الأول لانطلاقتها ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتعتبر مواجهة تاريخية في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث كبدت إسرائيل خسائر فادحة وعددا قياسيا من القتلى من الجنود والضباط، بالإضافة إلى تدمير أسلحتها ومعداتها.
وخلال هذه الفترة ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجازر بشعة أرسلت موجات من الغضب ضد إسرائيل في مختلف مناطق العالم.
وتبيع حكومة الاحتلال الإسرائيلي لشعبها مبرراً لخوض هذه المعارك لتحرير الرهائن والأسرى والقضاء على المقاومة الفلسطينية، ومع ظهور فشلها في تحقيق أي من هذه الأهداف، نشأت حالة من عدم الثقة. وتصاعدت الاحتجاجات الداخلية ضد حكومة نتنياهو، مطالبة بإنهاء الحرب.
سبتمبر: إضراب عام في إسرائيل
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فقد حدث إضراب واسع النطاق في إسرائيل يوم 2 سبتمبر استجابة لدعوة النقابات الكبرى، بالإضافة إلى قرار العديد من الشركات تعليق خدماتها.
أثار انتشال جثث السجناء، الذين تقدر وزارة الصحة أن القوات الإسرائيلية أطلقت عليهم الرصاص قبل 48 إلى 72 ساعة من العثور عليهم، صدمة واسعة النطاق في إسرائيل ودفع ما لا يقل عن نصف مليون شخص إلى النزول إلى الشوارع في القدس وتل أبيب. أبيب للاحتجاج ليلة الإضراب.
وتسبب ذلك في تعطيل العديد من الخدمات العامة، بما في ذلك مطار بن غوريون الرئيسي وخدمات الحافلات والقطارات في عدة مناطق وحتى ميناء حيفا.
أبريل: مظاهرات حاشدة ومحاولة اقتحام منزل نتنياهو
وفي أوائل أبريل/نيسان، خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين الإسرائيليين، بما في ذلك عائلات السجناء في غزة، إلى الشوارع مطالبين بإقالة الحكومة واتفاق تبادل لإطلاق سراح أسرى المقاومة.
وتقدم المتظاهرون باتجاه مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة بعد تجاهل أوامر الشرطة الإسرائيلية التي حاولت منعهم من اختراق الحواجز. وشهدت المظاهرات اعتداء شرطة الاحتلال على المتظاهرين لدى وصولهم إلى البوابات الأمنية لمنزل نتنياهو في القدس المحتلة.
يناير: الجميع يريد استقالة نتنياهو
في وقت سابق من هذا العام، تجمع آلاف الإسرائيليين في تل أبيب يوم السبت؛ المطالبة بعودة الرهائن المحتجزين في غزة وإجراء انتخابات مبكرة للإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه ائتلافه انتقادات متزايدة من خصومه السياسيين بسبب تعامله مع الحرب في قطاع غزة المحاصر.
ونقل موقع فرانس 24 تصريح المحتج يائير كاتس بخصوص نتنياهو: “الجميع في البلاد، باستثناء ائتلافه السام، يعلم أن قراراته لا تتخذ لمصلحة البلاد وأنه يحاول فقط البقاء في السلطة”. كلنا نريده أن يستقيل».
يوليو: قطع الطرق وحصار منازل الوزراء
في شهر يوليو الماضي، ومع مرور تسعة أشهر على بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة، اشتدت موجة الغضب في الشوارع الإسرائيلية، حيث تظاهر الآلاف أمام منازل الوزراء وأعضاء الكنيست من اليمين الحاكم. التحالف، مما دفع المتظاهرين للنزول إلى الشوارع والأماكن المغلقة.
انتشرت الاحتجاجات. وتشمل هذه المسيرات والمظاهرات وإغلاق الطرق في القدس الغربية وتل أبيب وحيفا وهرتسليا وبئر السبع وغيرها، في حين أعلنت أكثر من 150 شركة تعمل في قطاع التكنولوجيا (الهايتك) وعدد من صناديق الاستثمار أنها ستسمح بدخولها الموظفين للانضمام إلى الاحتجاجات في جميع أنحاء إسرائيل للتواصل.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “الفشل التام” و”أعيدوا السلطة للشعب” و”كفى دماراً” و”أوقفوا حكومة الدمار”، فيما دعوا إلى إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو وائتلافه اليميني المتطرف. على الطريق لانتخابات برلمانية مبكرة
وكان من أبرز المشاهد حصار الإسرائيليين لخط السكة الحديد الخفيف في القدس الغربية كجزء من احتجاجاتهم.
شوارع لندن: أوقفوا صادرات الأسلحة إلى إسرائيل
وفي سبتمبر الماضي، اندلعت الاحتجاجات مرة أخرى في شوارع المدن الأوروبية تضامنا مع فلسطين ومطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وحظر تسليح إسرائيل.
وخرجت مظاهرة كبيرة في شوارع لندن شارك فيها عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين تجمعوا في وسط المدينة ضمن المسيرة الوطنية الثامنة عشرة للتضامن مع فلسطين ثم شقوا طريقهم سيرا على الأقدام إلى السفارة الإسرائيلية.
وذكرت قناة الجزيرة أن المشاركين حملوا الأعلام الفلسطينية ولافتات تحمل شعارات مثل “أنقذوا غزة” و”أوقفوا تسليح إسرائيل” و”أوقفوا إطلاق النار الآن”.
وحضر الوقفة الاحتجاجية شخصيات بارزة، من بينهم النائبة المستقلة في البرلمان البريطاني إيبسانا بيغوم، والسفير الفلسطيني في لندن حسام زملط، بالإضافة إلى العديد من ممثلي المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان.
باريس.. تتحدى الحكومة بمنع التظاهرات دعما لفلسطين
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عندما بدأ العدوان الإسرائيلي على غزة، تظاهر آلاف الفرنسيين في مظاهرات حاشدة من أجل الشعب الفلسطيني، على الرغم من إصدار القضاء حظرا أمنيا تم تأكيده. ومنع تواجد كبير للشرطة المتظاهرين من السير من ساحة شاتليه وسط العاصمة الفرنسية.
وكان من بين المتظاهرين ممثلون يحملون الكوفية والأعلام الفلسطينية، بما في ذلك النائب عن حزب الخضر أوريليان تاتشي، وجيروم ليجافر، النائب عن حزب فرنسا الشجاعة اليساري المتطرف.
وجاءت التظاهرات في تناقض واضح حيث قرر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين حظر التظاهرات دعما للشعب الفلسطيني.
وقال الوزير: “يجب حظر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين لأنها من المحتمل أن تعطل النظام العام”.
وأضاف دارمانين في برقيته أن أي تنظيم لمثل هذه الاحتجاجات سيؤدي إلى اعتقال المشاركين.
أمريكا. هناك حركة طلابية واسعة تقود الجامعات في جميع أنحاء العالم لإظهار التضامن مع غزة
ومن أبرز حركات الغضب ضد الاحتلال الإسرائيلي، سلسلة الاعتصامات والاحتجاجات الطلابية التي بدأت في 17 أبريل 2024 في جامعة كولومبيا.
وطالب الطلاب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وإنهاء تعاون إدارات جامعاتهم مع الجامعات الإسرائيلية، وسحب استثماراتهم من الشركات الداعمة للاحتلال، ومنح حرية التعبير.
ونجحت الحركة الطلابية في إجبار عدد من رؤساء الجامعات الكبرى مثل هارفارد وبنسلفانيا على الاستقالة من مناصبهم، وسحب عدد من كبار الممولين اليهود تمويلهم لهذه الجامعات، بحسب مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية. .
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال العشرات من الطلاب، توسعت التظاهرات ووصلت إلى أكثر من 70 جامعة أميركية، منها هارفارد وييل ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وامتدت إلى خارج أميركا لتصل إلى جامعات في فرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول. ألمانيا.
جامعات المكسيك.. خيام المتظاهرين المطالبة بقطع العلاقات مع الاحتلال
أقام العشرات من الطلاب والناشطين المؤيدين للفلسطينيين خياما خارج الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، أكبر جامعة في البلاد، في مكسيكو سيتي يوم الخميس للاحتجاج على الحرب المستمرة في غزة.
ووضع الطلاب الأعلام الفلسطينية فوق مخيمهم الاحتجاجي ورددوا شعارات مثل “عاشت فلسطين حرة!” و”من النهر إلى البحر ستنتصر فلسطين!”
وذكرت شبكة فرانس 24 أن المتظاهرين قدموا عدة مطالب، من بينها مطالبة الحكومة المكسيكية بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.