عام من الحرب.. كيف غيرت الحرب على غزة حياة الفلسطينيين الأميركيين؟
بعد مرور عام على الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة، يعاني الأميركيون الفلسطينيون من أزمة عميقة تعكس تأثير هذه الأحداث على حياتهم. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة الغارديان، فقد شاهدوا من بعيد وألموا الهجمات المدمرة التي أودت بحياة عشرات الآلاف في غزة.
وبحسب صحيفة الغارديان، فقد بدأ الفلسطينيون الأمريكيون في التنظيم لمعارضة الحرب، ويعانون من الحزن والشعور بالذنب بسبب معاناتهم الشخصية والعائلية، بالإضافة إلى مشاعر الخيانة من قبل الولايات المتحدة، التي تواصل دعم العملية العسكرية الإسرائيلية.
دنيا الجمل، من نيويورك، شابة تبلغ من العمر 24 عاماً، تعرب عن شعورها بالذنب الذي تصفه بأنه يأكلها. وتقول دنيا إنها التقت بفتاة من غزة قبل سنوات خلال أحد المخيمات في الضفة الغربية، وفي العام الماضي فقدت تلك الفتاة أقاربها في الهجمات الإسرائيلية.
وأضافت دنيا: “بعد أحداث أكتوبر، انفصلت عن العديد من الأصدقاء الذين لم يكونوا على علم بما يحدث، ولكن من خلال نشاطي تعرفت على أصدقاء جدد، وتحدثت دنيا عن مشاركتها في المعسكر في جامعة كولومبيا، وقالت، إن لقد ألهمها الدعم الذي تلقته ليس فقط من المسلمين أو الفلسطينيين، ولكن أيضًا من خلفيات مختلفة.
تتذكر ليلى جريس، البالغة من العمر 84 عامًا والمقيمة في كاليفورنيا، النكبة عندما استولت إسرائيل، عندما كانت طفلة في الثامنة من عمرها، على مدينتها عين كارم.
تقول ليلى: “الآن أعيش في الولايات المتحدة وأحبها، لكني أرى أنها ليست وسيطاً نزيهاً”. «دولارات الضرائب الأميركية تستخدم ضدنا في غزة». ورغم كل ذلك، تعرب ليلى عن اعتقادها بأن الفلسطينيين سينتصرون في النهاية. وتقول إنها تتابع الأخبار على قنوات مثل الجزيرة وتصلي بحرارة من أجل الفلسطينيين.
عماد شحادة، 48 عامًا، طبيب أمراض الرئة من ولاية ميشيغان، يعاني من أزمة عائلية، خاصة وأن أخته عالقة في غزة مع عائلتها.
ويعبر شحادة عن مشاعر العجز والحزن قائلا: “منذ بدء الهجمات الإسرائيلية فقدت 20 من أقاربي. تتمنى أختي أن تسقط إسرائيل قنبلة نووية على المدينة لإنهاء المعاناة”. ويضيف شحادة: “كطبيبة، أشعر بالعجز عن إنقاذ حياتها”.
ويشير أيضًا إلى أن دعمه السابق للحزب الديمقراطي الأمريكي تراجع بسبب استمرار تمويل الحزب للجيش الإسرائيلي، مما دفعه إلى إعادة النظر في معتقداته السياسية.
وأعربت صابرين عودة، الناشطة المجتمعية من سياتل البالغة من العمر 29 عامًا، عن مشاعر مماثلة بعد تعرضها للهجوم خلال مظاهرة لدعم فلسطين.
تقول صابرين: “في العام الماضي شعرت بالذنب لأنني لم أفعل المزيد من أجل فلسطين”. “رغم أنني لا أؤمن كثيرًا بالنظام السياسي الأمريكي، إلا أنني سأكون مندوبة في المؤتمر الديمقراطي لأنني أريد الدفاع عن فلسطين”. وتضيف صابرين أنها بدأت تعريف نفسها بأنها أمريكية فلسطينية كوسيلة للتعبير عن هويتها لإعطاء تعبير أكبر للنظام الأمريكي.
اتخذ وائل البحيصي، وهو مهندس كهربائي من كاليفورنيا يبلغ من العمر 56 عامًا، خطوة جريئة برفع دعوى قضائية ضد الحكومة الأمريكية بتهمة التواطؤ في الإبادة الجماعية لأقاربه. يقول البحيصي: “لم يكن قرار الكشف عن هويتي سهلاً، لكن الأشهر القليلة الماضية جعلتني أكثر شجاعة”. ويتحدث البحيصي عن متابعته اليومية للأخبار التي تروج للرواية الإسرائيلية، ويبدي استياءه من التركيز الإعلامي الضئيل على الفلسطينيين.