أحكام تاريخية ومذكرات اعتقال بحق نتنياهو ومعاونيه.. تبعات التحركات القضائية الدولية ضد الاحتلال منذ طوفان الأقصى؟
وفي محاولة لجلب القضية الفلسطينية مرة أخرى إلى الاهتمام العالمي، نفذت المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، وكبدت إسرائيل خسائر عسكرية واقتصادية وسياسية غير مسبوقة.
لقد شوهت سمعة إسرائيل السياسية بسبب الانتهاكات والمجازر الشنيعة التي ارتكبتها ضد الشعب الفلسطيني. وأدى ذلك إلى بذل الجهود لمحاكمة الاحتلال الإسرائيلي في المحاكم الدولية.
* لاهاي.. جنوب أفريقيا تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، رفعت جنوب أفريقيا دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، استنادا إلى أدلة تظهر قتل إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين بأعداد كبيرة، وتدمير منازلهم، وطردهم وطردهم، فضلا عن تهجيرهم. فرض عقوبة يُظهر الحصار المفروض على الغذاء والماء والمساعدات الطبية في قطاع غزة وتدمير… المرافق الصحية الأساسية.
وفي الجلسة الأولى للقضية بمقره في لاهاي بهولندا، قال الفريق القانوني الجنوب إفريقي إن إسرائيل زادت جرائمها ضد الفلسطينيين منذ عام 1948، وأنها تخضع الفلسطينيين لنظام الفصل العنصري، مضيفا أنه كان لقد فشل المجتمع الدولي في منع الإبادة الجماعية في غزة.
وأشار إلى أن تصرفات إسرائيل في حرب غزة تشير إلى نية ارتكاب إبادة جماعية، وأن مئات العائلات في غزة قُتلت بالكامل ولم يبق منها أحد على قيد الحياة.
ووافقت إسرائيل على المثول أمام المحكمة لدحض “الادعاءات السخيفة التي تفتقر إلى أي أساس واقعي أو قانوني”.
لكن الصحافة الإسرائيلية أكدت أن هناك مخاوف جدية لدى المؤسسات الأمنية الإسرائيلية والمدعين العامين من أن توجه محكمة العدل الدولية اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية، حسبما نقلت شبكة الجزيرة.
* التدخل الدولي في دعوى جنوب أفريقيا. آلات يحاصر إسرائيل في لاهاي
ويقول موقع ميدل إيست مونيتور إن قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بسبب الحرب المستمرة على غزة تصاعدت لتصبح قضية عالمية كبرى في الأشهر الأخيرة بعد أن قدمت مجموعة من الدول طلبا رسميا لانضمام جنوب أفريقيا في فبراير 2024، ونيكاراغوا. وقالت محكمة العدل الدولية في بيان إن نيكاراغوا “أصبحت الدولة الأولى” التي تعلن رسميا دعوى جنوب أفريقيا، مؤكدة أن نيكاراغوا تقدمت بطلب للانضمام لأنها رأت أن سلوك إسرائيل في قطاع غزة يشكل انتهاكا لقانون التزاماتها بموجب اتفاقية حقوق الإنسان. منع جريمة الإبادة الجماعية.
وانضمت إليها بلجيكا كأول دولة في المجموعة الأوروبية، وبعد ذلك أعلنت دولة أيرلندا، عبر وزير خارجيتها مايكل مارتن، عزمها التدخل في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، وأشار إلى أنها والسبب في ذلك هو أن بلاده تريد أن توضح أن الأحداث في غزة تمثل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي على نطاق واسع.
وانضمت إسبانيا بعد ذلك إلى قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في 6 يونيو. وبحسب وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل فإن هدف إسبانيا هو إنهاء الحرب وأن القرار اتخذ على خلفية استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وكانت مصر قد أخذت زمام المبادرة في شهر مايو الماضي عندما قررت التدخل رسميا لدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية. التحقيق في انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة.
وذكرت الخارجية المصرية أن الهجمات الإسرائيلية أدت إلى خلق ظروف غير صالحة للسكن في قطاع غزة، ودعت مجلس الأمن والأطراف الدولية المؤثرة إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والعمليات العسكرية في بلدة غزة الفلسطينية. رفح وما حولها، لضمان الحماية اللازمة للسكان المدنيين الفلسطينيين.
*محكمة العدل الدولية: الوجود الإسرائيلي في الأراضي المحتلة غير قانوني
وأعلنت محكمة العدل الدولية أن استمرار وجود دولة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني. وذكرت أن المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، ملزمة بعدم الاعتراف بشرعية الوضع الناشئ عن هذا الوجود غير القانوني.
وقال رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام إن المحكمة تعتقد أن عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، وفشل إسرائيل في منعه أو معاقبة مرتكبيه بشكل فعال، والاستخدام المفرط للقوة ضد الفلسطينيين، فإن خلق الصراع والحفاظ عليه يساهم في خلق بيئة قسرية ضدهم.
في هذه القضية، وعلى أساس الأدلة المعروضة عليها، ترى المحكمة في رأيها أن فشل إسرائيل المنهجي في منع أو معاقبة هجمات المستوطنين على حياة الفلسطينيين أو سلامتهم الجسدية، وكذلك استخدام إسرائيل المفرط للقوة ضد الفلسطينيين الفلسطيني، وهو ما يتناقض مع التزاماتها بموجب القانون الدولي.
وأضاف: “وبالنظر إلى ما تقدم، فإن المحكمة تؤكد، كما في فتواها بشأن الجدار، أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية والنظام المرتبط بها قد أقيمت ويجري الحفاظ عليها”. قلق كبير يشير التقرير إلى أن سياسة الاستيطان الإسرائيلية توسعت منذ نشر رأي المحكمة الاستشارية بشأن الجدار، خاصة في ديسمبر/كانون الأول 2022، عندما وافق البرلمان على إنشاء وزير إضافي ضمن وزارة الدفاع، ومنح صلاحيات لحكم الغرب. وقال الموقع الرسمي للأمم المتحدة إن “البنك الدولي، بما في ذلك تخصيص الأراضي والتخطيط وتنسيق أعمال الهدم، مما من شأنه تسريع عملية الموافقة على المستوطنات الجديدة”.
* المحكمة الجنائية الدولية تسارع لاعتقال وزير دفاعها نتنياهو
في نهاية شهر مايو/أيار الماضي، نشأت سابقة هي الأولى من نوعها: أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق مسؤولين في دولة متحالفة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي الشهر الماضي، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان طلب إصدار أوامر اعتقال عاجلة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت.
وقال خان إن لديه أسبابا معقولة للاعتقاد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت يتحملان المسؤولية الجنائية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في قطاع غزة.
رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب المدعين العامين للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وانتقد بايدن بشدة مبدأ مساواة إسرائيل بحماس وأكد مجددا التزام واشنطن بأمن إسرائيل. وشدد بايدن على أن الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة ليست حرب “إبادة جماعية”.