خبير عسكري: ما يجري بشمال غزة قصف عشوائي وليس خطة
قال الخبير العسكري الأردني قاسم أحمد، اليوم الأربعاء، إن العمليات التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة هي “قصف عشوائي” وليست “خطة من الجنرالات”، كما تزعم تقارير إعلامية.
وأوضح أحمد، الفريق المتقاعد ونائب قائد الجيش الأردني السابق، أن الإبادة الجماعية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة “تهدف إلى دفع الفلسطينيين إلى منطقة المواصي غير الآمنة جنوب قطاع غزة، كجزء من مشروع صهيوني كبير”. “، بحسب وكالة الأناضول.
بدأ الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، بطرد الفلسطينيين من ثلاث بلدات شمال قطاع غزة. ويبدو أن ذلك تنفيذ غير مفسر لـ”خطة الجنرالات” التي تهدف إلى تطهير شمال قطاع غزة وفرض حصار مطلق، بحسب وسائل إعلام عبرية، تمهيدا للاستيطان هناك.
تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لبدء حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين في بلدات بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا شمال قطاع غزة بضرورة الإخلاء الفوري باتجاه المنطقة الإنسانية المشتبه بها. في المواصي، جنوب قطاع غزة.
وتم الكشف عن “خطة الجنرالات” مطلع سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وتنص على طرد كافة الفلسطينيين من شمال قطاع غزة خلال أسبوع، قبل فرض حصار على المنطقة ونشر مقاتلين فلسطينيين هناك مع خيار الموت أو الاستسلام.
“خطة الجنرالات” وضعها قادة سابقون في الجيش الإسرائيلي مقربون من اليمين المتطرف، بقيادة رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا آيلاند، وتم نشرها في وسائل الإعلام العبرية.
• الهدف هو القمع
قال قاصد أحمد إن “خطة الجنرالات” التي بدأها الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة تهدف نظريا إلى “الإبادة بقصد الطرد”، لافتا إلى أنها “مشروع صهيوني كبير”.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يريد تقسيم قطاع غزة وتقسيمه بما يسهل عملياته العسكرية هناك، و”المقصود حاليا هو الإخلاء الكامل لشمال القطاع أو مع قلة عدد سكانه”.
وتابع: “هذه المنطقة مرتبطة بمشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط (إسرائيل) وأوروبا الذي تريد الولايات المتحدة وأطراف أخرى في المنطقة تنفيذه لمواجهة طريق الحرير الذي تقوده الصين”.
وأضاف: “السيطرة على البلاد ستسمح لهم بالحد من دور المقاومة والقدرة على اضطهاد أعضائها، الأمر الذي سيحد من التهديدات المحتملة لهذا الممر الاقتصادي”.
• الحقيقة المعاكسة
لكن الفريق الأردني المتقاعد أكد أن “الواقع يؤكد الفشل العسكري الإسرائيلي، وما يؤكده ذلك هو تشبث سكان غزة بأرضهم ورفضهم الخروج منها، رغم العدوان الذي يتعرضون له”.
وأوضح: “أن إسرائيل تعمل على ممارسة الضغط العسكري على المقاومة من جهة وعلى السكان من جهة أخرى. وهي تحاول إقامة نظام حكم في غزة من دون مقاومة، ومن دون دفع الثمن، وهو ما لن يحدث أو سيتعثر لعدم وجود أطراف يمكن أن تنوب عنها في هذه الحالة”.
لا تزال الحكومة الإسرائيلية مترددة في الإجابة على سؤال حاسم حول حرب الإبادة في غزة، يتعلق بسؤال «اليوم التالي» بعد انتهاء العدوان، ولا توجد حالياً رؤية لشكل قيادة القطاع المستقبلية.
• التطهير العرقي
وأشار الخبير العسكري إلى أن “المشروع الصهيوني يهدف إلى إخلاء غزة بشكل كامل وما يحدث حاليا هو إبادة جماعية بقصد التوطين في المواصي كمرحلة أولى”.
وشدد قاصد على أن ما يحدث هو قصف عشوائي وليس مخططات عسكرية تستهدف استهداف السكان لإجبارهم على التهجير والإخلاء.
ولم تعلن الحكومة الإسرائيلية بعد عن اعتماد “خطة الجنرالات”، لكن هيئة الإذاعة والتلفزيون (الرسمية) ذكرت في سبتمبر/أيلول أن مجلس الوزراء المصغر للشؤون السياسية والأمنية (مجلس الوزراء) يدرس الخطة.
وعلى الرغم من الحصار وإطلاق النار المستمر، تواصل سيارات الإسعاف وقوات الدفاع المدني في شمال غزة جهودها للوصول إلى عشرات القتلى والجرحى المنتشرين في الشوارع والطرق.
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم الأربعاء إخلاء سبع مدارس في شمال قطاع غزة لجأ إليها النازحون الفلسطينيون، بعد تحذيرات من الجيش الإسرائيلي.
وتتزامن هذه العملية العسكرية الإسرائيلية في الشمال مع مرور عام كامل منذ أن بدأت إسرائيل، بدعم أميركي، حرب إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن دمار ومجاعة واسعة النطاق، وخلفت أكثر من 139 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وأكثر من 10 آلاف مفقود. وقتل العشرات من الأطفال والشيوخ.
وفي تحد للمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل مجازرها في غزة، متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأمر محكمة العدل الدولية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع أعمال الإبادة الجماعية.