رانيا المشاط: 17% فقط من أهداف التنمية المستدامة يمضي في مساره الصحيح
دكتور. قالت رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إن الفجوات التنموية بين الدول النامية والدول الأقل نموا اتسعت بشكل كبير، مما يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة وشاملة ومبتكرة لتحقيق مكاسب التنمية والحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي في المنطقة وضمانه. هذه الدول بحلول عام 2030، خاصة وأن 17% فقط من هذه الأهداف تسير على الطريق الصحيح – كما أن غالبية دول العالم معرضة للصدمات بسبب الأزمات الدولية، بما في ذلك أزمة المناخ، التي أصبحت لها آثار اقتصادية واجتماعية ملموسة.
جاء ذلك خلال افتتاح منتدى «المصري اليوم» الاقتصادي بعنوان «جيل جديد من السياسة الاقتصادية» والذي انعقد اليوم بمشاركة البروفيسور جيفري ساكس ومحمود محيي الدين مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة. لتمويل التنمية، ومحمد سلماوي رئيس مجلس إدارة مؤسسة المصري اليوم، ورجل الأعمال صلاح دياب. وأضافت المشاط أن المشهد الاقتصادي العالمي يشهد تطورات وأزمات يشهدها العالم منذ عام 2020، حيث يعيش حاليا أزمات معقدة ومترابطة قد تكون الأسوأ منذ عقود، مما يؤثر على المنطقة والدول النامية والأقل نموا المتضررة وبالإضافة إلى ذلك، تعاني الدول المتقدمة بشكل خاص من التوترات الجيوسياسية المستمرة، والتي تؤثر على الرؤية المستقبلية والجدارة الائتمانية لدول المنطقة.
ونوهت إلى أن العالم شهد في السنوات الأخيرة سلسلة من الأزمات غير المسبوقة، بدءاً من تفشي جائحة كوفيد-19، مما أدى إلى ركود الاقتصاد العالمي، أعقبه تفاقم الوضع بسبب الأحداث الإقليمية والإقليمية المتعاقبة. الأزمات والتوترات الجيوسياسية الدولية، والتي ساهمت جميعها في الارتفاع الحاد في معدلات التضخم في جميع أنحاء العالم وما صاحبها من تصاعد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء العالمية.
وأكدت أن غالبية دول العالم بعيدة كل البعد عن تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة، إذ وصلت الفجوة التمويلية للدول النامية إلى نحو 2.5-4 تريليون دولار سنويا (وفقا للتقرير الصادر عن تقرير الأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة). 2024). مما أدى إلى زيادة أعباء الدين الوطني، واستمرار عدم الاستقرار الاقتصادي الكلي، وزيادة تكلفة الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.
وأوضحت أن هذه الأزمات المتعاقبة تعمل على تحويل سياسة التنمية على المستوى العالمي، وأن الفجوات التنموية تتفاقم بسبب اتجاه العديد من الدول المتقدمة وبعض التكتلات الاقتصادية الإقليمية والدولية إلى صياغة وتنفيذ سياسات تدعم وتنفذ مصالحها، مما يحد من ومن شأن تغير المناخ العالمي أن يجذب الحركة ويوجهها في اتجاهات معينة – مثل “تعديل حدود ثاني أكسيد الكربون” بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وقانون خفض التضخم (IRA) بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وغيرها.
وشددت على أن الفجوات التنموية توفر فرصا كبيرة للاستثمار وجذب تمويل القطاع الخاص وبالتالي فإن السياسات الاقتصادية الشاملة المبنية على التنافسية والشفافية ومشاركة الأطراف المعنية من حكومة وقطاع خاص ومؤسسات مالية دولية ومنظمات المجتمع المدني هي العامل الأهم والأهم. في التغلب على هذه الفجوات.
وذكرت أن هذه التحديات تؤكد حتمية اتخاذ إجراءات جادة لتفعيل آليات التعاون العالمي القوية، والتي نحتاجها الآن أكثر من أي وقت مضى لخلق إطار متكامل وقوي لتجديد النظام المالي العالمي، وهو أحد المحاور الرئيسية التي يتم تناولها. وسيتم مناقشتها في المحافل الدولية، بالإضافة إلى تعزيز حزمة التحفيز الاقتصادي لأهداف… التنمية المستدامة؛ المساهمة في التغلب على أزمة الديون الحالية وتمكين التنمية الاقتصادية المستدامة في البلدان النامية. وتحسين المشاركة الفعالة للدول النامية في إدارة الأنظمة المالية العالمية.