مجزرة التابعين.. هل يتعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف المدارس وأماكن لجوء الفلسطينيين؟
أثارت المجزرة الجديدة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، غضباً فلسطينياً وعربياً ودولياً بعد أن قصفت طائرات الاحتلال الغاشمة مدرسة “التابعين” التي تؤوي النازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة، ما أدى إلى في مقتل ما لا يقل عن 100 مواطن فلسطيني وإصابة العشرات في المجزرة التي نفذتها أثناء صلاة الفجر.
حمّلت الفصائل الفلسطينية وبعض الدول العربية وغيرها الحكومة الأمريكية والدول المتحالفة مع الاحتلال مسؤولية المجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بسبب دعمها المالي والعسكري والسياسي، ودعت إلى وقف العدوان الغاشم الذي استمر لأكثر من عام. من 15 سنة وعشرة أشهر.
وتأتي هذه المجزرة استمرارًا لسلسلة المجازر التي تعرض لها الفلسطينيون العزل والنازحون في مدارس الإيواء في قطاع غزة. منذ أن بدأ العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، لجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين في قطاع غزة إلى مدارس الإيواء. لكن، وبحثاً عن مكان آمن من الغارات الإسرائيلية، استهدف جيش الاحتلال مدارس الحماية بالصواريخ وارتكب العديد من المجازر، كان آخرها مجزرة مدرسة “التابعين”.
• ولكن هل يستهدف الاحتلال بشكل خاص المدارس والملاجئ للفلسطينيين؟
لماذا يستهدف الاحتلال المدارس والملاجئ؟ هل هناك علاقة بين تزايد المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والمدنيين العزل عقب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية؟
دكتور. وقالت الكاتبة والباحثة في الشؤون السياسية وعضو المجلس المصري للخارجية، انتصار محمد، إن مجزرة الاحتلال الإسرائيلي بحق النازحين الفلسطينيين كانت في مدرسة التابعين التي تؤوي النازحين في حي الدرج الذي يقصده الجانب الإسرائيلي.
وأضافت أن النية كانت دائمة وعنصرا أساسيا في عمليات الاحتلال المتكررة ضد المدارس وملاجئ الفلسطينيين، مؤكدة أن الذريعة التي استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي مرارا وتكرارا هي وجود عناصر مسلحة من حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”.
وأشار الباحث السياسي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قصف مستشفى التابعين الذي يؤوي مهجرين فلسطينيين، رغم أن حماس في بيانها نفت وأوضحت مرارا وجود جنود مسلحين من حماس في مدرسة التابعين، واعلم أن هناك ضوابط صارمة لذلك منع تواجد مقاتلين من أي فصيل بين السكان المدنيين.
وشددت على أن اعتداء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على مدرسة التابعين التي تؤوي النازحين الفلسطينيين، لم تكن العملية الأولى لفضح سياسات الاحتلال العبثية والمتكررة، بل كانت سياسة إسرائيلية ثابتة منذ إعلان المؤسسة دولتهم في عام 1948.
وحول تزايد المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والمدنيين العزل بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة إلى أمريكا، أكد الباحث السياسي أنه لا شك أن إسرائيل هي الداعم الأول والأهم والضمان الوحيد. وسبب بقائه في المنطقة هو الولايات المتحدة الأمريكية التي وقفت إلى جانبه وساعدته منذ البداية.
وأضافت أن بنيامين نتنياهو أكد في كلمته خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية على وحدة المصير بين إسرائيل وأمريكا، قائلا: “نحن لا نحمي أنفسنا فقط، بل نحميكم”. أعداؤنا هم أعداؤكم، ونصرنا هو انتصاركم».
وأشارت إلى اللقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأميركي جو بايدن، والذي تحدثت بعده عدة تقارير إعلامية أميركية وإسرائيلية عن تطور وشيك في مفاوضات الأسرى، بعد هذا اللقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأميركي، حيث تمكن نتنياهو من وكان الهدف هو الحصول على التزام من بايدن بمواصلة القتال وتزويد إسرائيل بالسلاح لمنع حل حكومته.
• استهداف 6 مدارس خلال أسبوع
ذكرت قناة القاهرة نيوز الفضائية أن الهجوم على مدرسة التابعين رفع إلى ستة عدد المدارس التي تؤوي النازحين التي قصفها الاحتلال في مدينة غزة وحدها خلال أسبوع.
وقبل يومين استشهد 15 مواطنا وأصيب العشرات، بينهم أطفال، بعد أن هاجمت طائرات الاحتلال الحربية مدرستي الزهراء وعبد الفتاح حمود اللتين تؤويان نازحين في حي التفاح شرق مدينة غزة.
وفي 4 آب/أغسطس الماضي، أدى انفجار قنبلة على مدرستي النصر وحسن سلامة في حي النصر غربي المدينة إلى مقتل 30 مواطناً وإصابة العشرات معظمهم من الأطفال.
وفي 3 أغسطس/آب، قُتل 16 فلسطينياً وأصيب آخرون في هجوم بالقنابل على مدرسة الحمامة، التي تؤوي النازحين، في حي الشيخ رضوان شمال المدينة.
• الأورومتوسطية: طاقمها يقصف 9 مدارس في 8 أيام
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان له إنه وثق خلال ثمانية أيام قصف الطيران الإسرائيلي المباشر لتسع مدارس كانت بمثابة ملجأ لآلاف النازحين في مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة 79 فلسطينيا من أصل 143 آخرين. غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى الخسائر… ولا تزال أعداد أخرى تحت الأنقاض ولا يمكن انتشالها بسبب عدم توفر معدات وطواقم الإنقاذ المناسبة.
• الأونروا: الاحتلال قصف 69% من مدارس النازحين
وفي يونيو الماضي، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن جيش الاحتلال قصف 69% من المدارس التي تؤوي النازحين في قطاع غزة. مما أدى إلى أضرار مباشرة.