علاقة حذرة بين البنوك والقطاع الداجني.. ارتفاع المخاطر وأسعار الفائدة يخفضان التمويل وطلبه
– عبد العزيز السيد: عدم استقرار الأسعار والتغير المناخي يهدد المنتجين بخسائر كبيرة
– أحمد نبيل: بسبب سعر الفائدة الذي يتراوح بين 26 و31% فإن اللجوء إلى البنوك ليس الحل الأمثل في الوقت الحالي.
وأكد مسؤولون وعاملون في قطاعي الدواجن وبيض المائدة أن البنوك المحلية خفضت التمويل للقطاعين بسبب مخاوف من تعثر المقترضين بسبب ارتفاع المخاطر، فيما أكد آخرون توقفهم عن تقديم طلبات التمويل بسبب ارتفاع أسعار الفائدة تكلفة الائتمان.
واختلفت آراءهم حول تأثير تراجع التمويل للقطاعين، حيث اعتقدت إحدى المجموعات أن حجب القروض عن شركات الدواجن والبيض يحد من قدرة المزارعين على زيادة الإنتاج على الرغم من انخفاض العرض عن الطلب.
وبحسب خمسة مصرفيين تحدثوا لـ “اقتصاد”، فإن البنوك المحلية كانت قد توقفت في السابق عن تمويل شركات الأسمدة بسبب مخاطر التخلف عن السداد المحتملة التي واجهتها الصناعة في أعقاب عدة أزمات، لا سيما التقلبات في إمدادات الغاز، التي تشكل جزءا أساسيا من الإنتاج. عمليات الشرق” مطلع الأسبوع الماضي.
**الخوف من عدم استقرار الأسعار وتغير المناخ
قال عبد العزيز السيد، رئيس إدارة أصول الدواجن بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن البنوك تصنف قطاع الدواجن ضمن الفئة عالية المخاطر بسبب الصدمات التي تعرض لها خلال العامين الماضيين الأكثر تضررا من أزمة نقص العملة .
وأضاف أن عدم استقرار أسعار بيع الدواجن تسبب في خسائر مالية كبيرة للمنتجين، ما جعل البنوك تخشى عدم قدرتها على سداد قروضها.
وبحسب السيد، بلغ سعر دواجن المزرعة في تعاملات أمس نحو 70 جنيهاً، لافتاً إلى أن السعر الحالي يوفر هامش ربح معقول للمنتج، لكن المخاطرة تظل مرتفعة.
وأوضح أنه على الرغم من أن السعر حاليا يشكل هامش ربح للمنتج، إلا أن التغيرات المناخية تهدد حياة الدواجن في أي وقت، سواء كان ذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة صيفا أو فترات البرد الشديدة في الشتاء.
وأشار إلى أن التغير المناخي يجبر المنتجين على التحول من نظام المزرعة المفتوحة إلى النظام المغلق لأنه يتيح لهم التحكم في درجات الحرارة داخل المزرعة والحفاظ على حياة الدواجن.
وأضاف أن أكثر من 70% من مزارع الدواجن في مصر تعمل بالنظام المفتوح، مؤكدا أن تحويل هذه المزارع إلى النظام المغلق يتطلب موارد مالية ضخمة يصعب على المنتجين الحصول عليها من البنوك، لافتا إلى أن النظام المغلق يوفر أكثر من 65%. تقليل تكاليف الإنتاج وتقليل مخلفات الأعلاف وتقليل معدلات النفوق.
** أحمد نبيل: أسعار الفائدة تجعل القروض المصرفية مستحيلة
من ناحية أخرى، يرى أحمد نبيل عبد الله، نائب رئيس قسم بيض المائدة باتحاد منتجي الدواجن، أن البنوك تكفل منذ فترة طويلة تمويلها للعاملين في قطاع الدواجن، لافتا إلى أن أزمة العلف الأخيرة تقترب من نهايتها في القطاع. نهاية عام 2022 ودمرت القطاع بأكمله.
ويعاني قطاع الدواجن من أزمة حادة نهاية عام 2022 بسبب عدم توفر الأعلاف في السوق المحلي، ما أدى إلى خروج أكثر من 50% من المنتجين من القطاع، بحسب عدد من العاملين في القطاع الذين سبق أن تحدثوا إلى الشروق.
وأضاف نبيل في تصريحات لـ«الشروق»، أنه رغم حاجة المنتجين لتمويل مالي لتوسيع إنتاجهم وتنمية قطعان جديدة، إلا أن القروض البنكية لن تكون الحل الأمثل للمنتجين في ظل ارتفاع أسعار الفائدة بين 26 و31%.
وأشار إلى أن هامش ربح المنتج لا يصل إلى نصف مستوى سعر الفائدة الحالي -إذا كان مربحا- على حد تعبيره، وتابع: «من الطبيعي أن يختفي التمويل البنكي من هذا القطاع، رغم أن هذا ليس هو الحال». هذه الحالة ضرورية في الوقت الحالي.”
**دور البنوك في تمويل واردات الأعلاف
قال محمود العناني رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، إن أهم دور للبنوك في الوقت الحالي هو تمويل استيراد الأعلاف (الذرة والصويا)، مؤكداً أن ذلك حدث بنسبة 100% منذ تحرير الجنيه. منتج الدواجن يكون سعر الصرف من شهر مارس الماضي.
وأضاف لـ«الشروق» أنه لا توجد حاجة حاليًا لتمويل مالي للشركات و«عدم توفير هذه الأموال للقطاع لن يكون له أي تأثير عليه، بعكس البنوك التي لم تعد توفر العملة اللازمة لإطلاق خامات الأعلاف».
قال خالد مصطفى، عضو مجلس إدارة الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، إن بعض شركات الدواجن الكبرى من الممكن أن تحصل على تمويل بنكي رغم تصنيف القطاع على أنه عالي المخاطر، مؤكدا أن قوة الشركة وتاريخ علاقاتها التجارية هو الذي يحدد ما إذا كان سيتم توفير التمويل أم لا. أم لا .
ويرى مصطفى أنه من الضروري توفير تمويل بفائدة منخفضة لصغار المنتجين لتشجيعهم على زيادة الإنتاج، مما سيؤدي إلى انخفاض الأسعار بالنسبة للمستهلك النهائي.