حوار| وزير العدل السوداني: لجنة حصر جرائم الحرب سجلت 12 ألف بلاغ عن انتهاكات «الدعم السريع»
• معاوية محمد: المليشيا ارتكبت جرائم حرب وإبادة واغتصاب.. ونستعد لمحاكمتهم ومؤيديهم في المحاكم الدولية. • خطوات جادة من جانب الحكومة لتعويض الضحايا. هناك العديد من البرامج المضمنة في هذا الملف
وزير العدل السوداني د. وقال معاوية محمد خير أحمد، إن تقرير المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، الذي تمت مناقشته مؤخراً مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، يظهر بوضوح التقدم الذي أحرزه في هذا الشأن.
وأضاف معاوية في حوار خاص لـ الشروق، أن وزارة العدل تعمل بشكل حثيث مع الهيئات والمنظمات القانونية والقضائية والدولية لضمان عدم الإفلات من العقاب، خاصة فيما يتعلق بالانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع ضد المواطنين السودانيين. تمثلت بالنهب والسرقة والتهجير القسري، بالإضافة إلى جرائم الحرب العديدة التي ارتكبتها الميليشيات والإبادة العرقية والاغتصاب، والتي تم توثيقها جميعها، بما في ذلك تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش.
وأوضح وزير العدل السوداني أن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية لا يزال يقع ضمن قرار الإحالة الصادر عن مجلس الأمن “القرار 15-93”، خاصة فيما يتعلق بالوضع في إقليم دارفور (غربي البلاد)، ولم وامتدت إلى دول أخرى، إلا أن هناك منظمات حقوقية ومجتمع مدني داخل السودان وخارجه. وطلبت المحكمة الجنائية الدولية أن يشمل التحقيق خروقات الدعم السريع، وعلى حد علمي، تجري المحكمة تحقيقات في هذا الأمر.
وأضاف أن بعض المنظمات الحقوقية، بما في ذلك منظمات مشهد وشباب من أجل دارفور وغيرها، اتخذت بالفعل خطوات لتأجيل هذا الملف.
وأكد وزير العدل السوداني أن الوزارة تتولى رئاسة آلية حقوق الإنسان وتضم بين أعضائها كافة الوزارات والهيئات المعنية مثل وزارة الخارجية والنائب العام ومفوضية العون الإنساني التحضير لاجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للمشاركة بوفد بارز. وفي الجلسة القادمة رقم 57 المقرر انعقادها الشهر المقبل، طالبنا في الجلسات السابقة بإدانة الدعم السريع بشكل واضح والجرائم التي ارتكبها في كافة أنحاء السودان وتصنيفه منظمة إرهابية. وأوضحنا الأساس القانوني المعترف به دولياً لمطلبنا، ووجدنا الدعم والمساندة من الدول الصديقة والعربية، وتم التأكيد في هذه اللقاءات على أن السودان محتفظ بسيادته وكرامته.
وأشار معاوية إلى أن لجنة حصر جرائم الحرب وممارسات الدعم السريع برئاسة المدعي العام تتلقى التقارير على مدار 24 ساعة، وسجلت أكثر من 12 ألف بلاغ منذ إنشائها العام الماضي.
كما أوضحنا أن الانتهاكات تتمثل في تدمير الأعيان المدنية ومباني الدولة والمباني الحكومية والبنية التحتية والتطهير العرقي في دارفور واغتيال والي غرب دارفور وامتداد الأحداث إلى مجزرة قرية دارفور. من ود النورة بولاية الجزيرة، وشعرنا بتفاهم واضح للتعاون مع الحكومة السودانية.
وأشار وزير العدل إلى أن كافة ممثلي النيابة العامة في الولايات الآمنة الخاضعة لسيطرة الجيش يتلقون البلاغات من المواطنين ويقومون بالتحقيق فيها، موضحا أن لجنة حصر جرائم الحرب لها فروع في كل الولايات وهي هدفنا. وهذا لا يمكن تجنب العقوبة والحصول على التعويض اللازم.
وأشار إلى لجنة رفع الدعاوى الدولية ضد الدعم السريع وقياداته والأحزاب الداعمة له والتي يرأسها وزير العدل، قال إن السودان يعتزم القيام بمهامه في الخارج وأن اللجنة تعمل من خلال إجراءات تعمل بشكل جيد، ووفقاً للخطط المرسومة، فإنه يستعد، بدعم من مكاتب محاماة دولية، لرفع دعوى قضائية أمام المحاكم الدولية المختصة لمعارضة الدعم السريع والمجموعات والأفراد الذين يدعمونه.
وأكد أن هناك حصرا للانتهاكات التي تعرضت لها المرأة من خلال الآلية الوطنية لحقوق الإنسان، حيث أن أعداد الفتيات اللاتي وقعن ضحايا للاغتصاب صادمة وتطال الآلاف، مضيفا أن لدينا حالات موثقة من قبل موظفينا الذين عايشوا هذه الضحية .
وفيما يتعلق بملف التعويضات، قال وزير العدل إن الحكومة اتخذت خطوات جدية لتعويض الضحايا عبر آليات محددة للحصول على التعويضات اللازمة من المحاكم الدولية في حال إدانة الميليشيات في المحافل الدولية، وهناك الكثير منها. البرامج في هذا الملف، ومازلنا حالياً نعمل على حصر الخسائر على مستوى الدولة من جهة، وتعويضات المواطنين من جهة أخرى، ويتم الحصر بدقة من قبل اللجان المتخصصة المشكلة لهذا الغرض. . ولهذا أناشد جميع المواطنين تقديم شكوى للحصول على التعويض اللازم وحتى لا يفلت المجرمون من العقاب.