صندوق النقد الدولي يدعو بولندا إلى توخي الحذر قبل بدء خفض الفائدة
قال كبير مسؤولي صندوق النقد الدولي في أوروبا الشرقية إن بولندا يجب أن تكون حذرة قبل العودة إلى تخفيضات أسعار الفائدة نظرا لضغوط الأسعار المستمرة بسبب نمو الأجور.
ونقلت وكالة بلومبرج نيوز عن جيف جوتليب، المسؤول في صندوق النقد الدولي، قوله إن ضغوط الأجور قد تدفع الشركات إلى تمرير الارتفاع في تكاليف العمالة إلى أسعار التجزئة بدلا من استيعابها، مضيفا أن مثل هذا التطور من شأنه أن يقوض الجهود المبذولة للحد من “مزيد من تأخير” التضخم. معدل يمكن أن يجلب البلاد إلى النطاق المستهدف.
وتابع جوتليب: “نرى أسبابًا للحذر قبل استئناف التيسير النقدي”.
وتتماشى هذه التصريحات مع الموقف المتشدد للبنك المركزي البولندي، الذي يواجه دعوات متزايدة من المحللين الاقتصاديين لفتح الباب أمام التيسير النقدي.
وقال محللون في سيتي جروب وبنك BKO Polsky إن التأخير في بدء تخفيضات أسعار الفائدة سيضر بسادس أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي.
وفي الأسبوع الماضي، قال إيرنيوش دابروفسكي، عضو مجلس السياسة النقدية بالبنك المركزي البولندي، إن البنك قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة في النصف الأول من العام المقبل – وهو أحدث توقع يتناقض مع توقعات محافظ البنك المركزي آدم جلابينسكي، الذي يتوقع أن تبقى أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية حتى عام 2026 بهدف… السيطرة على معدل التضخم.
وأضاف دابروفسكي، الذي يميل إلى التصويت لصالح أغلبية غلابينسكي، أن إعلان محافظ البنك المركزي المفاجئ بالحفاظ على أسعار الفائدة حتى العام المقبل يعكس “السيناريوهات الأكثر تشاؤما” لمجلس السياسة النقدية.
وأشار بعض أعضاء المجلس إلى الزيادات المستمرة في أجور العمال وخطر ارتفاع التضخم الأساسي، الذي يستثني السلع الأكثر تقلباً مثل الغذاء والطاقة، كعوامل تؤدي إلى ارتفاع أسعار المستهلكين.
يأتي ذلك فيما أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء البولندي، منتصف الشهر الماضي، أن معدل التضخم ارتفع إلى أعلى مستوى له في أربعة أشهر في يونيو، كما كان متوقعا.
وارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 2.6% على أساس سنوي في يونيو، مقارنة مع 2.5% في مايو. وكانت النسبة متوافقة مع البيانات الصادرة في 28 يونيو.
كما ارتفعت أسعار المستهلك بمعدل ثابت قدره 0.1٪ كل شهر.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، ترك البنك المركزي البولندي سعر الفائدة الرئيسي في بولندا دون تغيير للشهر التاسع على التوالي، حيث يتوقع أعضاء لجنة السياسة النقدية بالبنك تكثيف الضغوط التضخمية مع ارتفاع أسعار الطاقة والأجور.
وقررت لجنة السياسة النقدية الإبقاء على أسعار الفائدة عند 5.75%، وذلك تمشيا مع توقعات 35 محللا استطلعت بلومبرج نيوز آراءهم. وفي الوقت نفسه، بدأ التضخم في بولندا في الارتفاع مرة أخرى الشهر الماضي، مما عزز الرأي القائل بأن تخفيف السياسة النقدية سيتعين عليه الانتظار وتأجيل هذه الخطوة حتى بداية العام المقبل.