أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة
الأوقاف حسمت موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان “هل فتنت يا معاذ”؟!
وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف الذي سيتم إيصاله من خلال هذه الخطبة لجمهور المسجد هو توعية جمهور المسجد للتحصن من التعصب والتطرف بكافة أشكاله، وتسليط الضوء على خطورة التطرف وأن الغرور والغطرسة من أسباب التعصب. بذور الإرهاب مع شرح حال معاذ بن جبل رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبيان سبب غضب النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم، في معاذ بن جبل رضي الله عنه.
وبحسب البيان فإن نص الخطبة هو: الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السماء والأرض، وتحقيق ما يريده ربنا. نحمدك ربنا حمداً يليق بعظمة ملكك، ونحمدك كما يليق بجلال ملكك، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد لك أن ربنا وتاجنا وفخرنا هو محمد عبده ورسوله. شرح صدره، وأعلت شأنه، وأكرمنا به، وجعلنا أمته، صل وسلم وبارك عليه وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان، إلى يوم الدين وبعد: وهذا الصحابي الجليل الذي حظي بتكريم عظيم من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، خاصة عندما أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ويوم. فحلف له بالله أنه سيحبه، فقال له: “يا معاذ، والله إني أحبك”. ومع ذلك نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكم في في أخرى فيوجه له رضي الله عنه كلامًا قاسيًا وحادًا وشديدًا، قائلاً له: “هل فتنت يا معاذ؟!”يا ترى ما الذي جعل معاذ بن جبل رضي الله عنه يغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى يوجه رضي الله عنه هذا القول القاسي له؟والحاصل أن راعي الإبل عاد من يوم عمل شاق ومرهق ليصلي صلاة العشاء خلف سيدنا معاذ رضي الله عنه. فوجده يقرأ سورة البقرة في الصلاة فلم يتمكن الرجل من ذلك، فقضى تلك الصلاة الطويلة، فانعزل ودعا لنفسه وانصرف فقيل له: قد سبب معاذ رضي الله عنه. له الأذى. وقال فيه: «كان الرجل منافقًا، فشكى الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم معاذًا، فقال: يا رسول الله، نحن قوم منا». تعمل الأيدي وتشرب من بركنا، وصلى بنا معاذ بالأمس، فقرأ البقرة، فمرت على صلاتي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سلم على معاذ. – أحد أشهر صحابته –: “يا معاذ هل افتتنت”؟ يا معاذ! هل أنت مفتون؟ يا معاذ! هل أنت مفتون؟ فلو لم تقل: “سبح اسم ربك”، و”سطعت الشمس”، و”الليل إذا غشي”؛ سيصلى خلفك الكبير والضعيف والمحتاج!وفي موقف آخر غضب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غضبا على غير عادته أبدا إذ جاءه رجل صلى الله عليه وسلم فقال له:: يا يا رسول الله، إني أتأخر عن صلاة الفجر لأن راوي الحديث يطول: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما رأيته غضب قط في موضع يغضب فيه من ذلك اليوم، فقال: “يا أيها الناس، إن منكم أجنبا!”، فمن كانت أم الناس فليتزوج، فإن خليفته ضعيف وكبير ومحتاج!لقد كان صلى الله عليه وسلم يهتم بأمته كحرص الأب على أولاده، وأراد أن يزيل الخطر من جذوره!تعالوا معي وتخيلوا معًا هذا الخطر الذي غضب منه النبي صلى الله عليه وسلم وحذر أمته منه. وتخيل معي أن الإنسان يتشدد في دينه، ويبالغ فيه، ويغرق في نفسه، ويفقد كل معاني الرحمة والخفة والرحابة في الشريعة! إنها الروح! إنها الأنا! إنها غطرسة مغطاة بوهم التدين. فالهوى هو الذي يجعل صاحبه متهوراً في الداخل ومتديناً في الخارج!وعندما يتأثر الإنسان بشيء من هذا القبيل فإنه يغرق في بحر من الظلمات، وينقطع عن أنوار الشريعة وينظر إلى الناس من حوله ويقارنهم بوضعه، فيذلهم ويزدريهم، ويصبح قاس وعنيف تجاههم ويظن أنه أفضل منهم، ويعاني من داء الشيطان الذي قال: {أنا خير منه}، وكان الناس يملون ويغضبون من ذلك الشخص، كما كان دائما تجاههم. أصبحت أكثر عنفا وقسوة. لأنه يتصور أنهم معادون للدين، في حين أنهم في الحقيقة لا يتسامحون مع التطرف!ويتطور الأمر وهذا الشخص يعتدي على الناس ويحولهم إلى كفار وفي النهاية يحمل السلاح ضدهم وبالتالي يخلق الإرهاب!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: ومن أغرب الأمور أن الإرهاب يبدأ بتدين وعبادة ظاهرية، ولكن ظلمة الغرور والكبر قد عزلت هذا التدين عن أنوار الشرع وأخلاقه وآدابه، ولهذا عن النبي صلى الله عليه وسلم. فغضب صلى الله عليه وسلم من هذا الغلو رغم التدين الظاهر. أيها السادة، احذروا كل غلو وتطرف في دين الله، الذي يقود الإنسان بغير علم إلى الإرهاب، ومن الغريب عليه أن يظن في نفسه أنه على حق. لأنه يعطي مظهر التدين ويفتقر إلى القدرة الداخلية والرحمة. وهذا كله يوضح لنا شدة غضب النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يُرى أحد أشد غضباً منه يومئذ، أراد أن يحمي أمته من الأخطار، وحفظه الله من الإرهاب صلى الله عليه وسلم . يريد أن تكون أمته متدينة حتى يكتسب الإنسان بدينه الوداعة والرحمة والوداعة والانفتاح ويلتمس الأعذار وذلك قال الله تعالى: {فبما فضل من الله لطفت بهم}. ولو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك فاغفر لهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإن كنت قد عزمت فتوكل إله. إن الله يحب المتوكلين عليه.