الإفتاء: الاحتفال بمولد النبوي مِن أفضل الأعمال وأجلِّ الطاعات
قالت دار الإفتاء المصرية إن الاحتفال بذكرى المولد النبوي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان من أفضل الأعمال، وأعظم القربات، وأجدر الطاعات. لأنها تعبر عن الحب والفرح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهي من أصول الإيمان.
وأشارت إلى استحباب الاحتفال في فتواها رقم (7957) المنشورة على موقعها قائلة: “”صلى الله عليه وسلم”: “”لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده”.” الطفل والإنسانية كلها.” رواه الشيخان.
كما جاء في الفتوى: “قال الحافظ ابن رجب في “فتح الباري” (1/48 ط مكتبة الغربة الأثرية): [بحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم”. إن تكوين الأسرة هو أحد أسس الإيمان ويقارن بمحبة الله تعالى وقد قرنها الله بها. وهو طبعاً هدد من يقدم لهم الحب على بعض الأشياء التي يحبونها، مثل الأقارب والأموال والأوطان وغيرها.] اه”.
– كيف نحتفل بالمولد النبوي؟ وأشارت دار الإفتاء إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي يعني: اجتماع الناس على ذكره والغناء والثناء عليه صلى الله عليه وآله، وقراءة سيرته العطرة، والاقتداء به، وإطعام الطعام على محبته، والتصدق به. والفقراء، والكرم مع الأهل والأقارب، والرحمة مع الجيران والأصدقاء؛ إعلاناً عن حبه، وفرحاً بظهوره، وشكراً لله تعالى الذي وهب له ولادته. ولا يتعلق الأمر بالتقييد والتقليص، بل يتعلق بتوضيح الواقع وتقديم المثال.
وجاء في الفتوى: “”وقد نص جمهور العلماء على استحباب تعظيم يوم مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وشكره بكثرة الصيام”” من الذكرى، من الدعاء والعبادة وقراءة القرآن وغير ذلك من مظاهر الشكر والعبادة لله احتفالاً بمولده الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، ما حدث من أهل الأمصار».
وروي أيضًا: «يروى مفتي مكة قطب الدين النهراوي الحنفي [المتوفى: ٩٩٠م] في «الإعلام بالإملاء بيت الله الحرام» (ص: ١٩٦، ٢٩٦). (طبعة العامرة العثمانية) في تصرفات أهل مكة عند زيارة مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة مولد محمد، فقال: [ ويزورها كل عام في الليلة الثانية عشرة من شهر ربيع الأول، ويجتمع الفقهاء والأعيان لحكم المسجد الحرام والقضاة الأربعة بمكة بعد صلاة المغرب مع الكثير من الشموع والفوانيس والمشاعل الفارغة وكل شيء المشايخ مع طوائفهم بأعلام كثيرة، ويخرجون من المسجد إلى السوق ليلاً، ويذهبون أفواجاً إلى مكان المولد الشريف. ويأتي تلك الليلة أناس من البدو وأهل المدينة وأهل جدة وأهل الأودية فيفرحون. وكيف لا يفرح المؤمنون بليلة ظهر فيها أشرف الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم، وكيف لا يجعلونها من أعظم أعيادهم؟
– ابتكار جيد
وأما الانتقاد عليه فقالت الدار: “وقد رد على من أنكره بدعوى أنه لا يصح في الشريعة وأنه بدعة لم ينقلها السلف: بدعة حسنة”. النبي الكريم صلى الله عليه وآله بالذكر والدعاء والعبادة وقراءة القرآن، ويدل عليه صلى الله عليه وآله وسلم على تقدير فضل هذا الشهر العظيم بقوله للواحد: ومن سأله عن صيام يوم الاثنين: “صلى الله عليه وآله وسلم”: “هذا هو اليوم الذي ولدت فيه”، فتكريم هذا اليوم أيضًا جزء منه لتكريم هذا الشهر الذي يقع فيه. فينبغي أن يحترمها أقصى الاحترام، ويشغلها بالعبادة والصيام والصلاة، ويجب أن يكون واضحاً أن الفرح يكمن في ظهور صاحب الأحلام عليه أفضل الصلاة والسلام.
– فضل ربيع الأول
كما نقلت الفتوى قول الإمام ابن الحاج المالكي في “المدخل” (2/2-3 ط دار التراث): “فضل الأزمنة والأمكنة مما أنزله الله عز وجل”. ومعلوم أن الأمكنة والأزمنة ليست شريفة في ذاتها. ولا يتم تكريمه إلا بالمعنى المخصص له. فانظر – رحمنا الله وإياك –. فيما خصصه الله تعالى لهذا الشهر الكريم ويوم الاثنين. ولا تعلموا أن صيام هذا اليوم له فضل عظيم، فإنه صلى الله عليه وآله وسلم ولد في هذا اليوم هكذا ينبغي أن يكون. ومع بداية هذا الشهر الكريم فإنه يكرم ويعظم ويحترم بمتابعته صلوات الله عليه وعلى آله، ودل صلى الله عليه وسلم على الأوقات الفاضلة بذكرها وكثرت أعمال العدل وكثرة الخيرات.