محمود محيي الدين يقيم برنامج صندوق النقد مع مصر ويدعو لوضع قواعد للتخارج قبل 2026
دكتور. استقبلت رباب المهدي مدير مركز حلول السياسات البديلة وأستاذ العلوم السياسية المشارك بالجامعة الأمريكية بالقاهرة د. قدم محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية ووزير الاستثمار الأسبق، حلقة جديدة من بودكاست “الحل أ” والتي ركزت في المقام الأول على دور صندوق النقد الدولي وإمكانية تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية دون الاقتراض منه.
وشدد محيي الدين في بداية اللقاء على أن “اللجوء إلى المؤسسات المالية الدولية يجب أن يكون في غاية الضرورة والتفاهم والمراعاة”، لافتا إلى أن “الاقتراض ليس قدرا، بل هو قرار ينسجم مع سياسة التنمية ونموذج النمو المتبع”. “الاقتراض يمكن أن يتم في أضيق الحدود إذا كان هذا هو الحال”.
وأشار إلى أنواع الاقتراض المختلفة: الاقتراض المحلي، الذي اعتبره “أقل خطورة”. لكن بما أنها عملة محلية مصدرها مؤسسات داخل الدولة وتخضع وسائل التعامل بها للرقابة العامة، فقد أشار إلى أنها قد تؤدي على المدى الطويل إلى تأثيرات تضخمية وديون خارجية، وهو ما أسماه “أسوأ الأنواع”. من مصادر التمويل.”
وأوضح أن “الدول أو الشركات أو الأفراد تقترض عندما يكون الدين ضروريا ويولد منفعة اقتصادية وفي الوقت نفسه تكون قادرة على سداده”، موضحا أن المشروع ليس بالضرورة المزود المباشر لسداد الديون، بل يحقق منفعة في مجالات أخرى تعود على المدين عائدا.
ورأى أن المشاريع العامة التي لا تدر إيرادات مباشرة، مثل الطرق، يجب أن تمول مباشرة من الموازنة العامة للدولة، مضيفا: “لست على علم تام بالمعايير المستخدمة في كثير من الأحيان للتفاخر بها”. الموازنة هي مراقبة محاسبية، والبديل هو تمويل الأموال المحلية التي يمكن السيطرة عليها أو من المدخرات المحلية التي لا يتحدث عنها أحد”.
وأشار إلى أن مصادر تمويل مشاريع البنية التحتية كالطرق والمطارات كانت «موضع جدل كبير»، خاصة عندما تولى مسؤوليات قيادية مع زملائه، مضيفاً: «كان من واجبي أن أشير إلى ذلك مع كل بنية تحتية. “سواء الطرق أو المطارات، فمن الضروري اتباع أساليب المشاركة بين القطاع الخاص والقطاع الحكومي المعروفة بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، كما حدث في عدة دول وأثبت نجاحه.
وعدد الاختلافات بين دور صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، قائلا إن الأخير مسؤول عن تمويل مشاريع التنمية مثل الأنفاق والجسور والمدارات والمطارات ومشاريع التنمية الزراعية والصناعية، بينما تلجأ الدول إلى الصندوق بسبب إنهم يواجهون أزمة ميزان المدفوعات المكشوفة.
وأوضح أن الصندوق يمول عملية التنمية ويقدم “قروض تحفيزية” للدول. ولمعالجة الاختلالات في الموازنة العامة للحكومة أو ميزان المدفوعات أو القطاع المالي أو سوق الصرف الأجنبي، يضيف: “أحياناً تعاني الدول من مشاكل يمكن حلها، لكن التأخير في الحل يؤدي إلى أزمات وكوارث، و وفي هذه الحالة لا يوجد احتمال أن تتمكن الدول من الاقتراض من صندوق النقد الدولي إلا كجزء من السياسة الاقتصادية العامة، إذ أن البرنامج وحده لن يؤدي إلى مزيد من النمو والتنمية أو تحقيق اختراق في مجالات الاستثمار. حتى لو كان نجاحا غير مسبوق.
وأوضح أن برامج مصر مع صندوق النقد الدولي اعتبارا من عام 2016 تستهدف تحقيق استقرار العملة ودعمها، ودعا إلى ضرورة وضع قواعد للخروج الناجح من الصندوق قبل عام 2026.
وعن أداء الاقتصاد المصري بعد البرنامج الأخير مع الصندوق والذي بدأ عام 2023، قال: «العلاقة في البداية كانت معقولة، خاصة في ظل القرارات الغريبة التي أثرت على الاقتصاد في 2022، ومنعت الواردات وأدت إلى “تراجع النمو، وتدهور الجدارة الائتمانية، وتقلب سعر الصرف، حتى أن الدولة نجحت في تجاوز العام الأول بدرجة معينة من التعاطف”.
وقال إن العلاقة هذا العام “جيدة” بعد دمج المراجعة الأولى والثانية، وتقرر المراجعة الثالثة قبل أيام مع إشارات جيدة من الصندوق بأن الاقتصاد المصري يتمتع بنمو أعلى وتضخم نمو أقل وانخفاض خارجي دَين. وتحسين احتياطيات النقد الأجنبي بنهاية البرنامج.
وتساءل إلى أي مدى سيتحسن وضع الاقتصاد مع الحفاظ على معدل النمو الإيجابي وخفض التضخم وتلبية احتياطيات النقد الأجنبي لتلبية احتياجات الاستيراد، لافتا إلى أنه لم يعتمد بشكل كبير على مؤشر “الديون” عند القياس بل هذه العوامل قياس التحسن من حيث القدرة على خفض الديون، وتعبئة الموارد المحلية، وزيادة الاستثمار الخاص.
وأوضح أن العلاقة مع صندوق النقد ستستمر حتى لو خرجت الدولة بنجاح من البرنامج، حيث أن الصندوق مسؤول عن تقييم الوضع الاقتصادي للدول وإنتاج البيانات التي تعود بالنفع على جميع مؤسسات التصنيف الدولية، ودعا إلى التركيز بشكل أقوى على طريقة الحديث عن جدوى التعاقد مع الصندوق اعتبارا من عام 2016.
وتابع: “صانع القرار هنا، الذي كان يجب أن يتخذ القرار في 2016، كل من على الأرض أناس عاديون، ويمكننا جميعا أن ننظر ونقول أين يجب أن يذهب نابليون وأين لا ينبغي أن يذهب. أود أن أفعل ذلك». “الوضع هو، وأرى أن مصر أمام فرصة ذهبية اليوم إذا أحسنت استغلال البرنامج الحالي”.