في عيد الفلاح الـ72.. مؤشرات قطاع الزراعة بمصر وصموده أمام التحولات الاقتصادية
ولا تتوقف جهود الدولة المصرية نحو التنمية الزراعية المستدامة، حيث تتبع نهجا متكاملا لا يعتمد فقط على توسيع الرقعة الزراعية وزيادة معدلات إنتاجيتها، بل أيضا تقديم أشكال الدعم المختلفة للفلاح، باعتباره ركيزة أساسية للتنمية الزراعية المنشودة وصمام أمان للحفاظ على الأمن الغذائي. وستعمل الدولة على تسريع الجهود لدعم المزارعين بشكل فعال وإطلاق مبادرات استراتيجية لتسهيل استخدام التكنولوجيا الزراعية وتطوير النظم الغذائية والزراعية.
وفي هذا السياق، وبمناسبة عيد المزارعين الـ72، نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء تقريرًا متضمنًا رسومًا بيانية تسلط الضوء على استمرار الدولة المصرية في تنفيذ استراتيجيتها لدعم وتمكين المزارعين.
وسلط التقرير الضوء على الرؤية الدولية لجهود دعم المزارعين، حيث أشارت وكالة فيتش في عام 2024 إلى أن الحكومة المصرية تبذل جهودا لتشجيع المزارعين على زراعة القمح والذرة من خلال توزيع البذور عالية الجودة وانتشارها لتوسيع الحقول التجريبية، كما وأشارت بلومبرج إلى أنه في عام 2023، تستثمر الحكومة المصرية في توسيع الاستراتيجيات لدعم المزارعين وزيادة إنتاج الغذاء، مع إعطاء الأولوية لاستصلاح الأراضي الجديدة وتنويع المحاصيل.
ومن جانبها، أكدت منظمة الأغذية والزراعة في عام 2023 أن القطاع الزراعي في مصر صمد أمام التغيرات الاقتصادية والاجتماعية حيث حافظ على حصته من الناتج المحلي الإجمالي والتوظيف، مما ساهم في النمو الاقتصادي.
وفي سياق متصل، أشار برنامج الغذاء العالمي 2023 إلى أن الحكومة اتخذت مؤخراً إجراءات لمواجهة الاعتماد على واردات القمح من خلال استصلاح أراضٍ جديدة لزيادة الإنتاج المحلي وتنويع مصادر استيراده، فيما أشاد صندوق التنمية الزراعية الدولي بذلك في نفس السياق. وأشار إلى أن مصر تتمتع بموارد طبيعية غنية، بما في ذلك الأراضي الزراعية والثروة السمكية، مشيرة إلى أن الزراعة قطاع مهم في الاقتصاد المصري ومفتاح للحد من الفقر وخلق فرص العمل.
بدورها، ذكرت وزارة الزراعة الأميركية في عام 2024 أن استراتيجية الإدارة الحالية لزيادة مساحات القمح والذرة تركز على تطوير أصناف جديدة عالية الإنتاجية وتسعير المشتريات من خلال استخدام نظام الزراعة التعاقدية.
ولاحظ التقرير تحسن مؤشرات القطاع الزراعي حيث بلغت نسبة الزيادة في المساحة المزروعة 12.4% لتصل إلى 10 ملايين فدان عام 2024 مقارنة بـ 8.9 مليون فدان عام 2014، بالإضافة إلى ارتفاع الصادرات السلعية الزراعية إلى 74.4%. وفي عام 2023، سيصل إلى 7.5 مليون طن، مقارنة بـ 4.3 مليون طن في عام 2014.
وأشار التقرير إلى أنه خلال الفترة من 1 يناير 2024 إلى 4 سبتمبر 2024، بلغ إجمالي الصادرات الزراعية 6.1 مليون طن بقيمة أكثر من 3.6 مليار دولار، حيث تم تصدير 398 سلعة زراعية إلى 165 سوقا.
وعلى صعيد مماثل، أشار التقرير إلى أن معدل نمو قطاع الزراعة عام 2023/2024 (الأولي) بلغ 3.8% مقابل 3% عام 2013/2014 بزيادة قدرها 0.8 نقطة مئوية، فيما ارتفعت الاستثمارات العامة في القطاع الزراعي. بنحو ثمانية أضعاف ليصل إلى 31.8 مليار جنيه مصري عام 2022/2023، مقابل 4.1 مليار جنيه مصري عام 2013/2014.
وقال التقرير إن عدد العاملين في الزراعة وصيد الأسماك بلغ 5.7 مليون عامل في الربع الثاني من عام 2024، يشكلون 19.3% من إجمالي عدد العاملين.
وتناول التقرير جهود توفير التمويل للمزارعين وتطبيق نظام الزراعة التعاقدية، إذ بلغت قيمة القروض لتمويل المحاصيل الاستراتيجية نحو 10 مليارات جنيه مصري سنويا، بفائدة ميسرة 5%، بسبب الدعم الحكومي بأكثر من جنيه مصري. يوفر 10 مليار جنيه مصري تمويلًا بقيمة 500 مليون جنيه مصري سنويًا، مع استفادة 300000 مزارع ومزارع إضافي من هذا التمويل.
وتشمل الجهود أيضًا طرح مبادرتين لتأجيل الأقساط المستحقة والتخفيف من التعثر، والتي استفاد منها 330 ألف مزارع بإجمالي دين نحو 8 مليارات جنيه، بالإضافة إلى قرض باب رزق من البنك الزراعي المصري بقيمة 50 ألف جنيه. بدلاً من 10.000 جنيه مصري، بالإضافة إلى الحصول على… بوليصة تأمين مجانية تهدف إلى توفير التمويل لمربي الطيور والأغنام والماعز وغيرهم من العاملين في تجارة المنتجات الزراعية.
وتشمل جهود الدولة في هذا السياق أيضًا تطبيق نظام الزراعة التعاقدية، أي السعر المضمون، والذي من خلاله تضمن الدولة للمزارع أقل سعر يمكنه بيع المحصول به وتضمن له الربح، مما يخلق السعر المضمون. وتم تحديد سعر طن الذرة الصفراء بحد أدنى 9.5 ألف جنيه لموسم 2023/2024، ويتم البيع بسعر السوق الذي وصل اليوم إلى 11.4 ألف جنيه، بينما السعر المضمون لفول الصويا موسم 2023/2024. ووصل سعره إلى 18 ألف جنيه، ويتم البيع بسعر السوق الذي وصل اليوم إلى 21.4 ألف جنيه.
بالإضافة إلى ذلك، وصل السعر المضمون لزيت عباد الشمس لموسم 2023/2024 إلى 15 ألف جنيه، ويتم البيع بسعر السوق وبحسب محتوى الزيت في المحصول الذي يتراوح بين 17 و20 ألف جنيه.
يأتي ذلك فيما وصل سعر قمح الإردب كسعر استرشادي إلى 2000 جنيه لموسم 2024، مقابل 1500 جنيه لموسم 2023، وسعر المضمون لقنطار القطن متوسط التيلة في الصعيد 10000 جنيه. ويبلغ سعر قنطار القطن طويل التيلة بالوجه البحري 12 ألف جنيه لموسم 2024/2025، بينما بلغ سعر تسليم طن محصول البنجر لموسم 2025 2400 جنيه، مقابل 1500 جنيه لموسم 2024.
واستعرض التقرير النظام المتطور والحديث للتوسع الزراعي وتحسين الري والذي يشمل استصلاح وإدارة الأراضي الجديدة، مما أدى إلى زيادة إجمالي المساحة المستصلحة إلى 2.1 مليون فدان منذ عام 2014. ومن أشهر المشروعات (مشروع الدلتا الجديدة، مشروع تنمية سيناء، مشروع الريف المصري، مشروع شرق العوينات).
ويتضمن النظام تطوير أصناف عالية الإنتاجية حيث تم تطوير وتسجيل 5 أصناف جديدة من القمح مما أدى إلى زيادة إنتاجية الفدان إلى أكثر من 20 أردب كما تم تطوير وتسجيل 5 أصناف جديدة من القطن مما أدى إلى زيادة الإنتاجية من 8 إلى 10 قنطار للفدان.
أما عن تحديث شبكات الري، فقد تم، بحسب التقرير، الانتهاء من تنفيذ 7795 كيلومتراً ضمن المشروع القومي لإعادة تأهيل وتبطين القناة، فيما تم الانتهاء من تحديث شبكات الري على 1.02 مليون فدان، ويتم حالياً تشغيل شبكات الري. ويتم تحديث 1.10 مليون هكتار من مزارع وبساتين قصب السكر، بالإضافة إلى إعادة تأهيل 118.1 كم من مساقي.
وأضاف التقرير أن جهود الدولة في هذا الصدد تشمل أيضًا تلبية احتياجات المزارعين من الأسمدة، حيث تم توزيع أكثر من 9 ملايين طن من الأسمدة المدعومة على صغار المزارعين خلال السنوات الأربع الماضية، بدعم يصل إلى نحو 45 مليار جنيه التغطية الحالية وبلغ معدل البذور المعتمدة لكل هكتار 100% للذرة والقمح.
ونوه التقرير بجهود دعم الإنتاج الحيواني، والتي شملت التحسين الوراثي للسلالات المحلية، حيث تم إنشاء 1485 موقعاً للتلقيح الصناعي بالأقسام البيطرية وتجهيزها بالمعدات اللازمة، خاصة لصغار المزارعين والمربين.
أما مشروع تنشيط لحم العجل فقد استفاد منه نحو 44 ألف مزارع من تربية وتسمين نحو 510 آلاف رأس من الماشية. ويبلغ تمويل المشروع حتى الآن 8.9 مليار جنيه مصري. الهدف هو جلب اللحوم الحمراء إلى السوق في معرض وضمان سعر عادل لكل من المنتج والمستهلك، وكذلك خلق فرص للعمل لأطفال صغار المزارعين.
بالإضافة إلى ذلك، استعرض التقرير الخدمات البيطرية المقدمة، حيث تم إطلاق 4537 قافلة بيطرية في أكثر من 2675 قرية، وتقديم 231 مليون جرعة من اللقاحات لعلاج مرض الحمى القلاعية، وحمى الوادي المتصدع، والجلد المتقشر، وجدري الأغنام، وطاعون المجترات. وتسمم الدم.
كما تشمل الخدمات البيطرية إنشاء 32 وحدة بيطرية وإحلال 96 وحدة وتطوير وتحسين كفاءة 209 وحدات بيطرية أخرى، فضلا عن الطاقة الإنتاجية للقاحات البيطرية ومكافحة الأمراض والأوبئة والتي تصل إلى 2 مليار جرعات سنويا بدلا من 120 مليون علبة.
وفيما يتعلق بنقاط تجميع الحليب، أشار التقرير إلى أنه من المقرر تطوير 826 نقطة تجميع الحليب، تم الانتهاء من 282 منها حتى الآن، فيما بلغت تكلفة إصدار شهادة الاعتماد الدولية (HACCP) 50 ألف جنيه بتمويل حكومي لدعم صغار المزارعين وفتح آفاق التصدير. وسينتج المشروع 6.5 مليون طن من الحليب سنويا.
وناقش التقرير تحسين القدرات التسويقية وتقديم خدمات التحول الرقمي. تم إصدار 4.2 مليون بطاقة مزارع ذكية مطبوعة إلكترونيًا، وميكنة 20 خدمة زراعية، وإطلاق بوابة مصر الرقمية، وتزويد 5,830 جمعية زراعية بالأجهزة اللوحية وأجهزة نقاط البيع، بالإضافة إلى نحو مليوني مزارع مشمولين بميزة تطبيق “الهدهد”، مساعد ذكي للمزارعين، محدث لمواكبة أحدث أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وتشمل جهود تحسين المهارات التسويقية للمزارعين بحسب التقرير مشروع تحسين المهارات التسويقية لصغار المزارعين الذي بلغت قيمة تمويل المشروع 108.2 مليون دولار واستفادت منه 50 ألف أسرة من خلال زيادة دخلهم وزيادة مهاراتهم التسويقية .
وأوضح التقرير أن نظام “الترميز” والتتبع لجميع مزارع وعمليات التصدير يشمل “شحن التصدير”، بدءا من فحص البذور قبل دخولها مصر وزراعتها، إلى مراقبة استخدام المبيدات والأسمدة إلى تتبع عملية التجميع والتعبئة. ومدى مطابقتها لمتطلبات الدول المستوردة.
وبحسب التقرير فإن النظام يغطي حاليا 11 محصولا (العنب والفراولة والفلفل والجوافة والرمان والحمضيات والبصل والمانجو والفول السوداني والتمر للصين والخوخ للاتحاد الأوروبي).