حزب المصريين الأحرار يدعو لمراجعة دقيقة وشاملة لمشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد
• هناك حاجة ملحة إلى مواصلة تطوير البنية التشريعية وتعزيز نظام العدالة الجنائية • تحتوي بعض التغييرات المقترحة على عدة نقاط قد تخرج عن أهداف الإصلاح المقصودة • النص على إحالة المحامي إلى النيابة العامة إذا تسبب في “اضطراب” أثناء الاجتماعات يشكل إهانة للمهنة • ندعو إلى ضرورة إيجاد حلول للمشاكل المرتبطة بالحبس الاحتياطي، وخاصة ظاهرة “تدوير المتهمين”.
دعا حزب المصريين الأحرار بزعامة عصام خليل، إلى ضرورة المراجعة الدقيقة والشاملة لمشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، بما يضمن الحفاظ على الحقوق والحريات التي كفلها الدستور، وإقرار قانون جديد خطوة مهمة نحو تحسين نظام العدالة الجنائية في مصر وخلق إطار أكثر توازنا بين حقوق المتهمين وضمان العدالة.
وأضاف الحزب في رؤيته لصياغة قانون جديد للإجراءات الجنائية، بعد دراسة لجنة الشئون التشريعية والتنفيذية بالحزب برئاسة إسلام الغزولي، والتي تلقت الشروق نسخة منها، أنه سيتم تطوير البنية التشريعية والجنائية بشكل أكبر. سيتم تعزيز نظام العدالة بطريقة معينة، وهناك حاجة ماسة إلى الابتكار المعاصر الذي يلبي التحديات الحالية. ومن الملح الإشارة إلى أن التغييرات المقترحة في مشروع القانون الجديد تبدو للوهلة الأولى إيجابية ومهمة على عدة مستويات، خاصة أنها تسعى إلى معالجة نقاط الضعف التي تعيق نظام العدالة الجنائية. ومع ذلك، فإن بعض التغييرات المقترحة تحتوي على عدة نقاط يمكن أن تحيد عن أهداف الإصلاح المنشودة.
واعتبر الحزب أن مشروع القانون بصيغته الحالية لا يفي بمتطلبات إقرار قانون أصول جزائية جديد، كونه يضمن حقوق المتهم والدفاع، إذ أن بعض مواد المشروع المقدم تنص على قيود جديدة على حرية المحاكمة. ودور الدفاع عن المتهم، مشيراً إلى ضرورة إتاحة الوقت الكافي لمناقشة مشروع القانون بشكل تفصيلي.
أبدى حزب المصريين الأحرار تحفظه على عدد من المواد في مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، مشددا على ضرورة تصحيحها بما يتوافق مع القواعد الدستورية والسوابق القضائية لمحكمة النقض المصرية، ومن بينها المادة التي تنص على أن يكون المحامي محاميا سيحال إلى المدعي العام إذا تسبب في “تشويهات” أثناء الجلسة.
واعتبر الحزب أن هذا النص يشكل إهانة لمهنة المحاماة وإجحافاً بدور المحامي في الدفاع عن موكله، لكونه مخالفاً لأحكام الدستور التي تكفل حصانة المحامي أثناء مرافعته، وأشار إلى السياق. لسوابق القانون أكدت محكمة النقض المصرية على ضرورة توفير الحماية الكاملة للمحامي في قيامه بواجباته القانونية، وأنه لا يجوز المساس بمهمته إلا في إطار الضمانات العادلة التي يكفلها القانون.
ودعا الحزب إلى تغيير النص بما يضمن عدم المساس بحقوق المحامي أثناء مرافعته، مع التأكيد على حق المحامي في التعبير بحرية والدفاع عن نفسه ضمن القانون. كما يجب أن ينص التعديل على أن المحامي يتمتع بالحصانة أثناء قيامه بواجباته في الجلسة، ولا يجوز اتخاذ أي إجراء ضده إلا بعد تحقيق عادل ومستقل.
كما أبدى الحزب قلقه من صياغة المادة 47 التي تنص على أنه استثناء من أحكام المادة 46 من هذا القانون يجوز لموظفي السلطة العامة دخول المساكن وغيرها من الأماكن المأهولة في حالة الخطر أو الطوارئ، معتبرين أن هذا النص يشكل تهديدا. انتهاك حرمة الحياة الخاصة، وهو ما يخالف المادة 57 من الدستور التي تنص على أن الحياة الخاصة مصونة، ولا يجوز انتهاكها إلا بحكم قضائي.
وأشار الحزب إلى أنه استند في اعتراضه إلى أحكام محكمة التمييز التي أكدت في عدة قضايا على ضرورة الحصول على إذن قضائي واضح ومسبق للتفتيش كضمانة دستورية للحقوق المدنية.
ورأى حزب المصريين الأحرار ضرورة إعادة تفعيل دور قاضي التحقيق بشكل مستقل كما هو الحال في قانون الإجراءات الجنائية الحالي والفصل بين سلطات الادعاء والتحقيق بما يضمن العدالة والحياد في الإجراءات الجنائية على أساس مبادئ استقلال القضاء. المنصوص عليها في الدستور .
وانتقد النصوص التي تسمح في بعض الحالات بإخفاء هوية الشهود، لأن ذلك يتنافى مع حقوق الدفاع للمتهم، وشدد على الحق الأصيل للدفاع في التحدث عن الشهود ومعرفة هويتهم علناً من أجل لضمان سلامة العملية. وبما أن إخفاء هوية الشاهد قد يؤدي إلى إصدار أحكام غير عادلة بناء على أقوال مجهولة المصدر من المتهم، فإن ذلك يشكل انتهاكاً لحق الدفاع.
كما أكد الحزب على ضرورة إيجاد حلول للمشاكل المتعلقة بالحبس الاحتياطي، ولا سيما ظاهرة “تدوير المتهمين” التي تعرض حرية الأفراد للخطر، مشيراً إلى أن الحبس الاحتياطي يشكل حالة استثنائية (احترازية) للمحكمة. وهذا ما أكدته محكمة النقض في العديد من أحكامها، التي أكدت فيها أن استمرار الحبس الاحتياطي دون مبرر قانوني واضح يشكل انتهاكاً لحريات الفرد وحقوقه الدستورية.
ودعا الحزب إلى إعادة النظر في عدد من أحكام مشروع قانون الإجراءات الجزائية الجديد، من بينها المادة 25 التي تحدد من هم ضباط الشرطة الجنائية، والمادة 26 التي تركز على تلقي ضباط الشرطة الجنائية البلاغات واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها. نيابة، والمادة 63 التي تجيز لعضو النيابة العامة أن يكون بدرجة وكيل نيابة. ويجب تكليف واحد على الأقل من رجال الضبط الجنائي للقيام بمهمة محددة أو أكثر من أعمال التحقيق. باستثناء استجواب المتهم وفقا للفقرة (2)، يكون لضابط الشرطة الجنائية المكلف، في نطاق مهمته، جميع الصلاحيات المفوضة للشخص المكلف به، وله أن يقوم بجميع أعمال التحقيق الأخرى واستجواب المتهم. المتهم. الخ، في تناقض واضح بين الفقرتين.
كما دعا إلى إعادة النظر في المادة 69 التي تسمح للمتهم والمجني عليه والمدعي بالحقوق المدنية بالمشاركة في جميع إجراءات التحقيق، والمادة 72 التي تنص على أنه لا يجوز لوكيل الخصم أن يتكلم إلا بإذن أحد أفراد الجمهور. النيابة العامة، بعد أن يقدم الخصوم دفاعهم إلى النيابة، والمادة 73 التي تجيز الحصول على صور من أوراق التحقيق للمجني عليه، بعد فحوصات خاصة، والمادة 242.
وشدد حزب المصريين الأحرار على أهمية مراجعة هذه النصوص بما يراعي الحريات العامة والحقوق الدستورية، لافتا إلى أن الحفاظ على استقلال القضاء وضمان حقوق المتهمين ودور المحامين في الدفاع هي الركائز الأساسية. لنظام قانوني عادل ومنصف.