تشريعية النواب: نفتح أبوابنا لمناقشة أية تعديلات عن مشروع قانون الإجراءات الجنائية
– اللجنة: القضايا التشريعية لها وجوه عديدة
وأصدرت اللجنة التشريعية والدستورية بيانا قالت فيه إن مجلس النواب حرص دائما على مراعاة كافة الآراء، مدركا أن القضايا التشريعية يمكن أن يكون لها جوانب متعددة، وكلها تتفق مع أحكام الدستور. وفي هذا الإطار، يعمل المجلس على مقارنة البدائل المتاحة لاختيار الأفضل. وحفاظاً على المصلحة العامة، يؤكد المجلس أنه يظل منفتحاً لمناقشة أي تغييرات على مشروع قانون الإجراءات الجزائية الجديد قد يراها البعض ضرورية.
وأضاف في البيان: “في إطار سعي مجلس النواب الحثيث لإصلاح المنظومة التشريعية في مصر والقيام بدوره الدستوري، قامت لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، أمس الأربعاء، بأعمالها بشأن التحقيق في قضية مجلس النواب المصري وأعدت اللجنة الفرعية التي شكلها مشروع قانون الإجراءات الجنائية وأعطته الموافقة النهائية الشاملة، كما كلفه المجلس بذلك في نهاية الجلسة السابقة.
وقال البيان: “يعد مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد خطوة مهمة نحو تحديث النظام القانوني في مصر، ويهدف إلى إحداث تغيير نوعي في فلسفة الإجراءات الجنائية، حيث يمنح مكتب النائب العام صلاحيات أوسع لمباشرة الإجراءات الجنائية . ولذلك أصبح لها الاختصاص الأصيل في التحقيق ومباشرة الدعوى الجزائية ومباشرتها.” وتنفيذاً لأحكام المادة (189) من الدستور، كما تضمن عدداً من الضمانات التي تعزز حقوق الإنسان، منها تقصير مدة التحقيق. والاحتجاز وتقييد صلاحيات مأموري الضبط القضائي في الاعتقال والتفتيش، وإدخال ضوابط لتعويض المتهمين عن الحبس الاحتياطي غير القانوني. ويتضمن المشروع أيضًا تنظيمًا متكاملًا لحماية الشهود والمخبرين والمتهمين والمجني عليهم، فضلاً عن توفير التسهيلات للأشخاص المحددين أثناء التحقيق والمحاكمة، بالإضافة إلى تنظيم الانتقال التدريجي إلى الإعلان الرقمي والتحقيق عن بعد و محاكمة.”
وقال البيان: “إن هذا المشروع هو نتيجة عامين من العمل المتواصل بين اللجنة الفرعية للجنة الشؤون الدستورية والتشريعية واللجنة الأصلية، لتضافر جهود اللجنتين لضمان صياغة قانون “يعكس روح للدستور المصري ويستجيب لاحتياجات المجتمع، مع مراعاة أدق التفاصيل القانونية والقانونية وكذلك بعض المتطلبات.” من السادة الصحفيين، إذ رأت اللجنة أن كل هذه التغييرات تصب في إطار الالتزام بأحكام الدستور المصري. وقواعد المشروع التي تمثل أساس التنظيم القضائي في المجال الجنائي.
وأشاد البيان باللجنة الفرعية التي وضعت اللبنة الأولى لمشروع القانون، والتي تناولت أحكام الدستور المصري والتزامات مصر الدولية في مجال حقوق الإنسان ومبدأ أصول المحاكمات الإجرائية، والتي ضم في أعضائها نخبة من المتخصصين. خبراء قانونيون من الوزارات المعنية، مثل وزارات الشؤون البرلمانية والعدل والشؤون الداخلية، بالإضافة إلى ممثلين عن مجلس الشيوخ، والمجلس الأعلى للقضاء، ومجلس الدولة، ومكتب المدعي العام، ومجلس المستشارين الوزاريين، المجلس القومي لحقوق الإنسان ونقابة المحامين. وهذا التنوع في التركيبة يعكس بوضوح أن ما دار في اجتماعات اللجنة كان تجسيداً للحوار المجتمعي الحقيقي.
من جهة أخرى، يؤكد مجلس النواب على أن الحوار الوطني يعد أحد الركائز الأساسية لتعزيز التلاحم بين مختلف شرائح المجتمع، لما يتيحه من تبادل الأفكار والرؤى الهادفة إلى تحقيق المصالح الوطنية العليا. وقد أثبتت بعض التوصيات الصادرة عن هذا الحوار أنها أدوات قيمة يمكن لمجلس النواب الاستفادة منها في صياغة التشريعات التي تلبي تطلعات المجتمع وتستجيب للتحديات الحالية. ومما لا شك فيه أن هذه الخطوة الرائدة لم تكن لتتحقق بفضل المبادرة الحكيمة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي. رئيس الجمهورية الذي أطلق فكرة الحوار الوطني أراد إشراك كافة شرائح المجتمع في تشكيل مستقبل البلاد وآمن بأهمية الحوار كوسيلة لبناء مجتمع منغلق ومتطور .
وتابع البيان: إن مجلس النواب نظر في توصيات لجنة حقوق الإنسان والحريات العامة المنبثقة عن الحوار الوطني حول الحبس الاحتياطي والعدالة الجنائية وقد تم بالفعل إدراج عدد من هذه التوصيات في مشروع قانون الإجراءات الجزائية الجديد – تم تسليط الضوء على معظمها:
أولاً: تقصير مدة الحبس الاحتياطي وتحديد حد أقصى له. ونص مشروع القانون على ألا تتجاوز مدة الحبس الاحتياطي أربعة أشهر (بدلاً من ستة) في الجنح، واثني عشر شهراً (بدلاً من ثمانية عشر) في الجرائم، وثمانية عشر شهراً (بدلاً من سنتين) في القضايا التي تنطوي على عقوبة السجن المؤبد أو الإعدام. تحديد عقوبة حبس المتهمين أمام محكمة النقض لمدة لا تزيد على سنتين، حيث لم يتم تحديد ذلك في القانون الحالي. ثانياً، السماح بالطعن في قرارات الحبس الاحتياطي بالوسائل الإلكترونية، حيث تضمن مشروع القانون لغة شاملة للطعن في جميع الأوامر، بما في ذلك أوامر الحبس الاحتياطي، بالطرق التقليدية (المادة 164 وما بعدها) وبالوسائل الإلكترونية (المادة 525). و التالية). . ثالثا – إلغاء القانون رقم (83) لسنة 2013 بتعديل بعض أحكام قانون الإجراءات الجزائية والذي أعطى محكمة التمييز ومحكمة الاستئناف حق الأمر بالحبس الاحتياطي إذا كان الحكم بالإعدام أو السجن المؤبد للمحكوم عليه المدعى عليه لمدة خمسة وأربعين يوما قابلة للتجديد دون التقيد بمدة محددة حيث أن المادة (124) من مشروع القانون تحدد صلاحيات محكمة النقض في هذا الشأن كما سبق ذكره بحيث يكون حدها الأقصى سنتين كحد أقصى. رابعاً: تقديم طلبات التعويض بالطرق القانونية المعتادة عن كل يوم من أيام الحبس الاحتياطي. وهذا ما تؤكده المادة (524) من مشروع القانون.
خامساً: يشترط أن يكون أمر منع السفر أو الدخول على قوائم الدخول ومصادرة الأموال صادراً من سلطة تحقيق قضائية بمناسبة قضية منظورة تقتضي طبيعتها هذا الإجراء، وأن يكون القرار معللاً ومقتصراً على أ فترة زمنية معقولة. ولا تتجاوز مدة الحبس الاحتياطي، إذ ورد المقترح في المواد (147، 148، 149) من مشروع القانون ونص المشروع على تنظيم متكامل لأوامر المنع من السفر وإدراجها في قوائم الانتظار، مع تحديد السلطة المخولة بإصدارها بقرار من النائب العام أو من يفوضه أو من قاضي التحقيق المختص، على أن يكون هذا الأمر مسببا ولمدة سنة قابلة للتجديد لمدة أو أكثر مماثلة لأي من تم تنظيم احتياجات التحقيقات أو السير المنظم للإجراءات القانونية وكذلك آليات تقديم الشكاوى ذات الصلة. سادسا – في الحالات الاستثنائية التي تتطلب تجديد حبس المتهم داخل سجنه بإجراءات إلكترونية، يجب إعطاء الأولوية لتواجد المحامي مع المتهم في نفس المكان الذي يتواجد فيه (أي في سجنه). وقد تم إدراج الاقتراح في القسم المتعلق بإجراءات التحقيق والمحاكمة عن بعد (المادة 525 وما بعدها)، والذي ينص صراحة على وجوب حضور المحامي مع المدعى عليه، وأنه لا يجوز الفصل بينهما أثناء إجراءات المحاكمة عن بعد. وأشار البيان إلى أن بعض التوصيات لا تزال قيد الدراسة، حيث اتضح للمجلس أن دمجها في البيئة التشريعية سيحدث في قوانين غير قانون الإجراءات الجزائية، وكان من بين هذه التوصيات التوصية بتوسيع إشهار الجمعيات والمؤسسات الأهلية التي تهدف إلى دعم اندماج الأفراد وتذليل العقبات الإجرائية التي تظهر، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي اللازم وإعادة التأهيل، تشمل أيضًا توفير التدريب المناسب بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية للتدريب. ويرى المجلس أن بعض القوانين المحددة هي المكان الأنسب لتنفيذ هذه التوصيات، بالإضافة إلى أن قانون العمل وقانون الخدمة المدنية لا يمنعان قانونياً المحبوس احتياطياً من العودة إلى عمله بعد إطلاق سراحه.
وختم: “لقد حرص مجلس النواب دائما على مراعاة كافة الآراء، مدركا أن المسائل التشريعية يمكن أن تكون ذات جوانب متعددة، وكلها يمكن أن تتفق مع أحكام الدستور. وفي هذا السياق، يعمل مجلس النواب على مقارنة آراء البدائل المتاحة لاختيار الأفضل بينها. وحفاظاً على المصلحة العامة، يؤكد المجلس أنه يظل منفتحاً على مناقشة أي تغييرات قد يرى البعض ضرورة إدخالها على مشروع قانون الإجراءات الجزائية الجديد، ما دام يهدف إلى إنشاء نظام عدالة فعال وتعزيز الحقوق العامة المشتركة. ويبقى الهدف هو تحقيق العدالة وضمان حماية حقوق الجميع.