العالمي للفتوى: 32% من فتاوى الجماعات المتطرفة تبيح إنهاء حياة الإنسان وسفك دمائه
• يوصي المؤشر بتكثيف الجهود لمكافحة الأفكار المتطرفة التي ليس لها هدف سوى تدمير الأمم
• يوصي المؤشر بمواصلة دراسة القضايا المتعلقة بالأسرة المصرية
عقد مؤشر الفتوى العالمي (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية ورشة عمل برئاسة الأستاذ الدكتور . نذير عياد مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بحضور عدد من العلماء ورؤساء الأزهر الشريف والإعلاميين والمتخصصين في مختلف التخصصات وعلى هامش الحفل الذي نظمته دار الفتوى اليوم نظمت ندوة «الفتوى».
وعرض المؤشر العالمي خلال الورشة نتائج بحثه (المقارن) بعنوان “أثر الفتوى في جهود بناء الإنسان.. بين الدعم والتقويض” والذي تضمن مناقشة مبحثين: الأول في هذا القسم وأوضح دور الفتوى الرسمية، ممثلة بمؤسسات الإفتاء المصرية والأزهر الشريف، في دعم بناء الإنسان والمجتمع والقضاء على الظواهر الاجتماعية السلبية. أما المبحث الثاني فقد تناول الأثر المدمر للفتاوى غير المنضبطة من خلال تحليل عينة من خطاب فتاوى الجماعات الإرهابية المبني على أفكار مشوهة ومنحرفة وفكر ديني متطرف.
اعتمدت الدراسة على التحليل الإحصائي والقانوني لعينة مكونة من (200) فتوى من دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف في مسائل تتعلق ببناء الإنسان، بالإضافة إلى (500) فتوى من الفكر المتطرف المستمدة من الفكر الإسلامي. ومن كتابات كبار منظري التنظيمات المتطرفة: عبد الله عزام، وأبو قتادة الفلسطيني، وسيد قطب، بالإضافة إلى المطبوعات المكتوبة والإذاعية لمنظمات الفتوى مثل إذاعة البيان، ومجلة النبأ التابعة للتنظيم. تنظيم داعش الإرهابي.
وخلال عرض القسم الأول من الدراسة، أظهر المؤشر أن الفتاوى المتعلقة بتحسين أحوال الناس الاقتصادية والقضاء على الفقر والجوع استحوذت على النسبة الأكبر من فتاوى العينة المتعلقة ببناء الإنسان وإعالته، وهي (30%). وقد نجحت الفتاوى في تحقيق فقه فقهي يتوافق مع احتياجات العصر وتطوراته، وقد تناولت جانبين رئيسيين: الأول: تحسين مستوى معيشة الفرد من خلال تنظيم أحكام الزكاة والصدقات؛ ثانياً، دعم الجهود الوطنية لتحسين الاقتصاد وتحقيق نموه وازدهاره.
كما أكد المؤشر أن فتاوى دار الإفتاء والأزهر الشريف تناولت قضايا تتعلق بالبنية الفكرية والعقائدية للإنسانية، والتي شكلت نسبة (20.5%) من إجمالي فتاوى العينة الضابطة.
وتكونت الفتاوى من قسمين: الجزء الأول شرح دور المسلم في بناء عقيدته وفكره، حيث شكلت (40%) من إجمالي الفتاوى في هذا الموضوع. الجزء الثاني: بيان دور العلماء والفقهاء والدعاة في تثقيف الناس وإرشادهم وبناء فكرهم الصحيح ومنع الأفكار المخالفة سواء كانت متطرفة أو متسامحة، والتي تشكل (60%) من مجموع الفتاوى في موضوع الموضوع.
وذكر مدير المؤشر طارق أبو هشيمة أن فتاوى عينة الدراسة التي تناولت موضوع بناء صحة الإنسان ومعيشته شكلت ما نسبته (17.5%) من إجمالي فتاوى العينة الضابطة، وركزت على تأييدها حفاظًا على صحة الناس وحياتهم، وبذلت جهودًا كبيرة لتحقيق الفقه في التعامل مع المشكلات المستجدة.
كما حرصت على إعلاء أهداف الحفاظ على النفس وتطبيق قاعدة عدم الإيذاء التي تنص على أنه لا يجوز الإضرار بالآخرين، وإذا وقع الأذى وجب القضاء عليه، والمعروفة بقاعدة: ” لا “ضرر ولا ضرر”، كما أكد اهتمام الفتاوى الرسمية بتأكيد مبادئ بناء الأسرة وتعزيزها، سواء كان ذلك بالنسبة للأب والأم والأبناء في مختلف الأعمار. وبلغت نسبة هذه الفتاوى (15%) من إجمالي فتاوى العينة الضابطة، وتضمنت إعلاء قيم الأسرة وسلامة أفرادها من خلال: التأكيد على حقوق المرأة، وحقوق الطفل، ودعم كبار السن. والتعامل مع الظواهر الاجتماعية السلبية كالتنمر والانتحار.
وأوضح مدير المؤشر العالمي للفتوى أن فتاوى عينة الدراسة التي تناولت موضوع بناء صحة الإنسان ومعيشته شكلت ما نسبته (17.5%) من إجمالي فتاوى العينة الضابطة وركزت على دعم الحفاظ على صحة الإنسان والحياة، وقد بذلت جهود كبيرة لتحقيق الدقة الفقهية في التعامل مع المشكلات الناشئة. كما حرصت على إعلاء أهداف الحفاظ على النفس وتطبيق قاعدة عدم الإيذاء التي تنص على أنه لا يجوز الإضرار بالآخرين، وإذا وقع الأذى فيجب القضاء عليه، والمعروفة بقاعدة: ” لا.” ضرر، لا ضرر.”
كما أكد اهتمام الفتوى الرسمية بتأكيد مبادئ بناء الأسرة وتعزيزها، سواء كان ذلك بالنسبة للأب والأم والأبناء في مختلف الأعمار، من الطفولة إلى المراهقة. وقد بلغت نسبة هذه الفتوى (15%). ) من قيم الدهون الكلية لعينة التحكم. وشمل ذلك الحفاظ على قيم الأسرة وسلامة أفرادها من خلال التأكيد على حقوق المرأة والطفل ودعم كبار السن ومكافحة الظواهر الاجتماعية السلبية مثل التنمر والانتحار.
واختتم فهرس الفتوى قسمه الأول من الدراسة بالتأكيد على أن الفتوى المنضبطة لا ينبغي أن تهمل مراعاة كل ما يتعلق ويهتم بالبيئة المحيطة بالإنسان، خاصة في مواجهة الأزمات البيئية في الفترة الحالية وما يرتبط بها. ومعهم أصبحت مشاكل المناخ مصدر قلق عالمي. وشملت نسبة الدهون المرتبطة بالمشاكل البيئية (7%) من إجمالي الدهون في العينة الخاضعة للرقابة: الدهون التي تحافظ على جودة الهواء، والدهون التي تعزز توفير المياه النظيفة، والدهون التي تحمي البيئة والحياة البرية.
وفي الجزء الثاني من الدراسة، الذي يهدف إلى بيان الأثر السلبي للفتاوى المتطرفة وغير المنضبطة في تدمير الإنسان والمجتمعات، أكد مدير مؤشر الفتوى أن الأفكار المتطرفة تخالف كافة أسس الحياة الإنسانية على وجه الأرض. والدليل على ذلك حسب دراسة المؤشر أن (32%) من إجمالي فتاوى الجماعات المتطرفة تجيز إنهاء حياة الإنسان وسفك دمائه، بغض النظر عما إذا كان الشخص من أتباع التنظيم، وإليكم هذا من الممكن بسهولة التضحية بحياته عن طريق إقناعه كذباً بأن ذلك جزء من “الجهاد” و”الاستشهاد في سبيل الله”، أو إذا كان الشخص مخالفاً للتنظيم. وفي هذه الحالة فإن الفكر المتطرف يسمح بانتهاك حياتهم كضحايا “لا يصدقون”.
كما أظهر مؤشر الفتوى أن فتاوى التنظيمات الإرهابية التي سعت إلى هدم أسس التنمية والبناء الاقتصادي شكلت ما نسبته (17%) من إجمالي فتاوى العينة المنفلتة، مؤكدا أن الفكر المتطرف يقوم على تحقيق نجاحات قصيرة المدى و الأهداف التي كلها في مصلحة المنظمة وليست في مصلحة التنمية البشرية المستدامة. إن بناء الدول والقرى والمدن المتقدمة لا يشكل أولوية بالنسبة للمنظمات الإرهابية، كما أن الأيديولوجيات المتطرفة في كثير من الأحيان لا تؤمن بالمعاملات الاقتصادية الحديثة وتبقى معتمدة على المعاملات المالية القديمة التي لا تتماشى مع التطورات الحديثة.
وأظهرت دراسة المؤشر اتجاه الفكر المتطرف نحو انتهاك حقوق المرأة، بل أشارت إلى أن الأفكار المتطرفة غير ممثلة على الإطلاق. وبلغت نسبة الفتاوى من العينة غير الضابطة التي دعت إلى انتهاك حقوق المرأة (10%). وتثبت هذه الفتاوى أن الرجل أداة وأن المرأة والطفل هما الحلقتان الأضعف، وبالتالي تنتهك حقوقهما بسهولة، بدءاً من حقهما في الحياة إلى حقهما في الملكية المالية وغيرها من الحقوق المختلفة.
كما كشف مؤشر الفتوى في ورقته أن التنظيمات الإرهابية بفكرها المتطرف تنكر مختلف أشكال التعاون الدولي في مجال التنمية الإنسانية، بل إنها لا تعترف بمثل هذه الشراكات، بل وترفض أي شكل من أشكال التعامل مع المنظمات الدولية إذا كان الهدف من ذلك. إن التعاون يهدف إلى خدمة الإنسانية وتحسين الظروف المعيشية والقضاء على الفقر ودعم الدول الفقيرة ومكافحة أزمات الطاقة والغذاء والبيئة.
ومن بين الفتاوى التي تستشهد بها التنظيمات الإرهابية في هذا السياق، فتوى لمنظر تنظيم القاعدة “أبو قتادة الفلسطيني” تحرم العمل في المنظمات التابعة للأمم المتحدة والدول الأوروبية والتي تضمنت قوله: “المبشرون والمنظمات اليهودية في ولا يجب على المنطقة أن تعمل معاً لأن شرهم ينتصر على خيرهم ولأن شرهم وأهدافهم الخفية والمعلنة.
وفي نهاية القسم الثاني من الدراسة أكد الفهرس أن الجماعات المتطرفة تجيد التلاعب بأحكام الدين وأن منظريها يجتهدون في صياغة ألفاظ وخطابات رنانة تنال من الأحاديث النبوية الشريفة بشكل كاذب ومخادع يمثل الحقيقة. الحقيقة التي لا تهدف إلا إلى تحقيق أهداف هذه التنظيمات، ولو على حساب حياة الناس ووجودهم.
وأوصى المؤشر العالمي للفتوى في ختام دراسته بضرورة الاستمرار في دراسة القضايا المتعلقة بالأسرة المصرية باعتبارها وحدة متكاملة تضم المرأة والطفل والرجال، خاصة في ظل مبادرة القيادة المصرية لخلق “بداية جديدة”. “لبناء الإنسان المصري” بهدف تحسين نوعية حياة المواطنين والأسر والمجتمع بشكل عام.
كما أوصى بالاهتمام أكثر بالظواهر الاجتماعية السلبية الدخيلة على المجتمع المصري من خلال زيادة الجهود لتوعية الشباب بطبيعة علاقاتهم وسلوكهم الاجتماعي وتوعيتهم بهموم دينهم والتقرب من الله والنبذ. الأفكار السلبية التي تدمر حياتهم.
والقيام بمزيد من الحملات التوعوية وتكثيف خطاب الفتوى من خلال التأكيد على التعاون والشراكة المجتمعية ونبذ العنف والكراهية بين أبناء الوطن، وتحقيق السلام العالمي من خلال تعزيز المفاهيم الصحيحة للدين الإسلامي التي هي أساس بناء الأمة. عالم آمن ومستقر يسود فيه العدل والسلام.
ووجه بمواصلة الاهتمام بالفتاوى التي تدعم الاقتصاد الوطني وتهدف إلى التنمية والازدهار من خلال وضع الضوابط الشرعية للمعاملات المالية الحديثة ومكافحة الظواهر الاقتصادية السلبية مثل الاحتكارات والاحتيال التجاري والتهرب الضريبي.
وتضمنت توصياته تكثيف الجهود لمكافحة الأفكار المتطرفة التي ليس لها هدف سوى تدمير الأمم ونشر الكراهية والعنف في المجتمعات، من خلال إدخال الأيديولوجيات المتطرفة وتوضيح حكمها الشرعي. مع إطلاق سلسلة فتاوى دعوية تدحض الفكر الإرهابي الذي يدمر الإنسان وكيانه، وتوضح الجوانب التي يتلاعب بها، وتصحح الأحاديث والأحكام والفتاوى المغلوطة التي يرتكز عليها.