خبراء: توقعات بتحسن مستويات الجنيه أمام الدولار خلال الفترة القادمة
توقع عدد من الاقتصاديين تحسن سعر الجنيه أمام الدولار خلال الفترة المقبلة بعد زيادة الموارد الدولارية بسبب زيادة تحويلات العاملين بالخارج وزيادة الدخل السياحي وزيادة الاستثمار الأجنبي في أذون الخزانة. . لكنهم يتوقعون أن يواجه هذا التحسن تحديات بسبب ارتفاع استهلاك النقد الأجنبي، مثل استيراد السلع والغاز الطبيعي وسداد الديون الخارجية، فضلا عن انخفاض إيرادات قناة السويس، مما يحد من تحسن سعر الصرف.
وأعلن البنك المركزي أن تحويلات المصريين العاملين في الخارج ارتفعت بنسبة 86.8% إلى مستوى قياسي بلغ 3 مليارات دولار في يوليو لليوم الخامس على التوالي، مقارنة بـ 1.6 مليار دولار في يوليو السابق، وهو ما يمثل زيادة غير مسبوقة في تاريخ الشهر الجاري. كما ارتفعت التحويلات بنسبة 15.9% مقارنة بشهر يونيو 2024 والتي بلغت 2.6 مليار دولار. سجلت تحويلات المصريين في الخارج زيادة بنسبة 32.4% خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، لتصل إلى 15.5 مليار دولار، مقابل 11.7 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي.
كما سجلت مصر أكبر عدد من السائحين الوافدين في النصف الأول من العام الجاري بواقع 7.069 مليون سائح، وهو ما انعكس في زيادة عدد الليالي السياحية وتحقيق إيرادات قياسية بلغت 6.6 مليار دولار.
اليانسون: السعر التوازني الصحيح للدولار نحو 48 جنيهاً
قال الخبير الاقتصادي محمد أنيس، إن سعر التوازن الصحيح للدولار بحلول يناير 2025 يبلغ نحو 48 جنيها، بنطاق تذبذب 5% للنقصان أو الزيادة، ما يعني أن متوسط سعر الدولار كان في الربع الأخير من عام 2025. السنوي يتراوح بين 46 و50 جنيها للدولار الواحد. وأضاف أنيس أن ارتفاع تحويلات العاملين بالخارج كان أمرا إيجابيا نظرا لانضباط سوق صرف الجنيه أمام الدولار بعد قرارات 6 مارس. وتتزايد حصة التحويلات شهريا، مما يعكس زيادة الثقة في السوق المصرية.
وفي 6 مارس، سمح البنك المركزي بتحديد سعر الجنيه أمام العملات الأجنبية على أساس آليات العرض والطلب، وفي اجتماع استثنائي رفع أسعار الفائدة على الجنيه بمقدار 600 نقطة أساس، مما أدى إلى انخفاض قيمة الجنيه. وينخفض سعر الصرف إلى مستوى 50 جنيها للدولار ثم يرتفع تدريجيا مرة أخرى ليدور حول مستويات 46 و48. جنيه للدولار، في وقت كان يتم تداول الدولار بنحو 70 جنيها في السوق الموازية.
الشافعي: الاستهلاك الكبير للعملة الصعبة يقلل فرص تحسن سعر الصرف
من جانبه، توقع مصطفى شافعي، رئيس قسم الأبحاث بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، تراجع أسعار الدولار خلال الفترة المقبلة بسبب تحسن الاستثمار الأجنبي المباشر، وهو ما انعكس على الصفقات الأخيرة، بما في ذلك الإعلان عن استثمارات جديدة في البحر الأحمر، على غرار ما ورد في صفقة رأس، فضلاً عن تحسين تحويلات العاملين في الخارج، مما سيساعد على تعافي الجنيه أمام الدولار.
أعلن وزير الإسكان شريف الشربيني، بدء تطوير خطة استثمارية لمنطقة “رأس بناس” على البحر الأحمر، بهدف طرحها على شركات القطاع الخاص للتنمية، على غرار مشروع “رأس الحكمة”. . وأضاف الشافعي أنه على الرغم من تحسن الموارد الدولارية، إلا أنه من ناحية أخرى، هناك استهلاك كبير للعملات الأجنبية يضغط على سعر الدولار، وهو ما ينعكس في اتجاه مصر الأخير لاستيراد الغاز الطبيعي المسال وتراجع الإيرادات. من الدولار قناة السويس وعدم استقرار استثمارات الأموال الساخنة بسبب التوترات الجيوسياسية الناشئة بسرعة. ومع وجود أي توترات في المنطقة تضغط على البنوك، فإننا نشهد تغيرات سريعة في أسعار الصرف. ولم تستقر السياحة بشكل كامل بعد، وهو ما يفسر أن سعر الصرف الحالي يمثل معركة بين هذه العوامل، لكن العوامل الإيجابية أفضل نسبيا من العوامل السلبية: «لذلك أتوقع تراجع أسعار الدولار خلال الفترة المقبلة».
وأشار إلى أنه بعد خروج الأموال الساخنة نتيجة التوترات الأخيرة في المنطقة، اقترب سعر الدولار من 49 جنيها، لكن بعد استقرار الأوضاع وعودة الأموال الساخنة عادت إلى مستواها الحالي، وبالتحديد مع ارتفاع الدولار، وبسبب الارتفاع الحاد، من المتوقع أن يتحسن سعر الجنيه مقابل الدولار.
شكري: تحسن سعر الصرف محدود بسبب التحديات الاقتصادية
قالت نعمة الله شكري رئيس قطاع البحوث ببنك اتش سي الاستثماري، إن سعر الصرف تحسن من 49 جنيها في أغسطس إلى 48.4 جنيها حاليا، وذلك بسبب تحسن بعض موارد الدولار بسبب زيادة الدخل السياحي في النصف الأول من العام الجاري. عام 2024. وارتفاع تحويلات العاملين بالخارج، بالإضافة إلى ارتفاع الاستثمار الأجنبي في السندات الحكومية وحصول مصر على دفعة من صندوق النقد الدولي. من ناحية أخرى، انخفضت خلال هذه الفترة إيرادات قناة السويس وارتفعت المدفوعات بالدولار، بسبب استيراد السلع والغاز الطبيعي والبترول في مصر، بالإضافة إلى سداد الديون الخارجية وسداد متأخرات الشركات الأجنبية العاملة في مصر. قطاع الغاز، مما حد بشكل أكبر من تحسن سعر الصرف.
سمح بنك مصر لعملائه باستبدال العملات الأجنبية بما يصل إلى 5000 دولار عند السفر إلى الخارج. كما تم زيادة حدود استخدام بطاقات الائتمان بالعملة الأجنبية للإنفاق خارج مصر وزيادة حد الشراء الشهري إلى 300 ألف جنيه لأعلى فئة من بطاقات الائتمان. وبحسب بيان نشره على موقعه الإلكتروني، أعلن البنك الأهلي المصري أيضًا زيادة حدود صرف بطاقاته الائتمانية بالعملات الأجنبية خارج مصر، ليصل الحد الأقصى إلى ما يعادل 300 ألف جنيه بدلًا من 240 ألف جنيه، وهو ما أدى إلى زيادة الحد الأقصى. وقد تصل قيمة المبالغ المباعة نقداً لعملائها المسافرين إلى 5000 دولار، حسب شريحة العملاء.
من جانبه، توقع محمد حسن العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، ارتفاع سعر الدولار خلال الفترة المقبلة، على الرغم من زيادة تحويلات العاملين بالخارج، والدخل من السياحة، وزيادة الاحتياطيات الأجنبية كدعم. نتيجة استحقاق الديون والالتزامات في الربع الأخير.