نادي القضاة: مشروع قانون الإجراءات الجنائية يشوبه عدم الدستورية ويعطل عمل السلطة القضائية
النادي يعد مذكرة بالنصوص “المخطئة” ويرفعها إلى رئيس الجمهورية ومجلس النواب خلال أيام قليلة أعلن نادي القضاة تفاصيل الاجتماع الذي عقده مجلس إدارة النادي أمس الثلاثاء لمناقشة بعض المواد المتعلقة بمشروع قانون الإجراءات الجزائية الجديد بحضور رؤساء بعض دوائر محكمة التمييز والمحاكم العليا الاستئناف والمحاكم الابتدائية ونخبة من القضاة المصريين.
وأكد النادي في بيانه أنه تم الانتهاء من مناقشة مواد القانون المقترحة، وأن الاجتماع انتهى إلى الإجماع على أن بعض مواد القانون المقترحة غير دستورية ولها أثر سلبي واضح على حسن السلوك وقواعد السلوك. سلوك يؤثر على انتظام العدالة، مما ينال من الحقوق والضمانات التي يجب أن يتمتع بها المواطن قبل محاكمته، ويعرقل عمل السلطة القضائية بشكل غير مسبوق لم تشهده مصر أو أي من الدول ذات التاريخ التشريعي الطويل، مع مصر في المقدمة.
وأشار النادي إلى أن القضاة المصريين يشكلون نواة إحدى سلطات الدولة الثلاث، وهم المسؤولون عن إقامة العدل بين الناس، والممارسين الذين يعهد إليهم القضاء وتطبيق هذه القوانين، دون أي انتماء قانوني أو تحيز. بخلاف تحقيق العدالة ومصالح الوطن والمواطن. إنهم لا يبحثون عن مزايا خاصة ليست لهم. إنهم لا يطالبون بأي تمييز غير عادي يعيق حسن سير العدالة ولن يقبلوا ذلك أبداً لأنفسهم أو لمجموعة في المجتمع على أخرى، ولكن هدفهم دائماً وأبداً يبقى إعادة توازن العدالة بين جميع المتخاصمين، حسن سير العدالة وإتمام أعمالهم دون تعطيل أو عائق.
وتابع النادي: “الأمر لا يتعلق بمساندة فئة على أخرى، وأن هذا لم ولن يكون عصر القضاة، والتاريخ يشهد على ذلك”. تمت صياغتها وتعديلها على مر السنين من قبل علماء وفقهاء، وهم حقا أفضل فقهاء مصر، ولأن النصوص القانونية ليست حبرا على ورق، بل نصوص تحتاج إلى تنفيذ، فمن غير المتصور أن تحتوي بعض هذه النصوص على ما من شأنه أن يعيق التنفيذ لباقي أحكام القانون وتنفيذه، أو كل ما من شأنه عرقلة سير العدالة، وبما أن مشروع القانون يتضمن مقترحات لبعض المواد التي في حال تنفيذها ستؤدي إلى اختلال خطير وتعطيل في عمل السلطات القضائية في الدولة. المحاكم ومكاتب المدعي العام؛ ويؤدي ذلك إلى منع إحدى سلطات الدولة من القيام بعملها، مما يؤثر على النظام القضائي وحسن سير عمله، الأمر الذي له تداعيات على الدولة بأكملها.
وجدد نادي القضاة تمسكه برفض هذه المقترحات، مسجلا مكانتها في سجلات التاريخ وفي ذاكرة الوطن وأمام كل المسؤولين عن تشريع هذا القانون، مشيرًا إلى أنه موضوعي ونزيه ومسؤول، وسيرفض الرفض أن يتم تقديم المبررات والأدلة من النصوص الدستورية والدراسات والتشريعات المقارنة، بناء على تجارب من واقع الحال والتجربة.
مذكرة للعرض على رئيس الجمهورية
وقال نادي القضاة إن المجتمعين قرروا بالإجماع إعداد مذكرة اعتراض توضح وتفصل نصوص المواد المغلوطة وأسباب نقصها، على أن يرفعها النادي إلى رئيس الجمهورية خلال مدة قصيرة. أيام قليلة، رئيس المجلس الأعلى للقضاء، ورئيس مجلس النواب، ورئيس وأعضاء مجلس القضاء الأعلى، وكذلك وزير العدل، مضيفا: “لا يليق بمصر أن تصدر “أهم قوانينها” بمواد متناقضة ومتناقضة مما يؤثر على حسن سير العدالة في بلادنا ويؤثر على بعض حقوق وضمانات المواطنين.
وشدد نادي القضاة في البيان على أنه ملتزم بدوره في إبداء الرأي وتقديم المشورة الهادئة، مشيرا إلى أن خبرته تعد من الركائز القوية لنجاح مقترحات تغيير القوانين، ولا سيما القوانين التي لا تقوم بذلك. وهذا يقع في صميم عملنا ويؤكد التزامنا باحترام السلطة التشريعية وولايتها القضائية المتأصلة في سن القوانين.
وختم النادي: القضاء ليس ملكا للقضاة، بل هو سلطة الشعب، مثل السلطتين التشريعية والتنفيذية. ولذلك، بعد إبداء رأي نادي القضاء المصري، يصبح الأمر موضع ثقة في رعاية ممثلي الشعب للحفاظ على هذه السلطة وتثبيت دعائم الدولة وإرساء العدالة بلا عيب أو خطأ.