عام على الحرب في غزة.. خالد مشعل: طوفان الأقصى حقق في عام واحد ما تعجز عنه سنوات
وقال رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، إن فيضان الأقصى “يمثل مرحلة جديدة ونقطة تحول كبيرة في الصراع. ويتعين علينا أن ننظر إلى الأمر بهذه الطريقة لأن مكاسب ونتائج الفيضان لها أهمية استراتيجية عميقة. “إذا لم نتعامل مع الفيضان بهذه الطريقة، فإننا نستخف به”.
وأضاف مشعل في كلمته خلال الملتقى السابع لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة بمناسبة الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى: “إن الطوفان حقق في عام ما لم تحققه أعوام، كما جاء في وثيقة التعبير عن الطوفان قادمة، وما زال الوطن ينتظر الثمار المباركة للروح الإرهابية التي تنتشر بين شبابه. هذه الروح تنتظر أن تتحول إلى جهاد صاخب ينهي الجريمة الصهيونية وينتصر في غزة والأقصى.
ورأى أن «الطوفان» الذي يعتبر اسم الصحوة الحضارية للأمة، هو مجرد ذلك، ولم تبالغ في وصفه. بل ستمتد آثارها إلى سنوات عديدة سنشهد خلالها ابتعاد الأمة عن المهنة إن شاء الله تعالى.
ورأى مشعل أن الطوفان عجل بانتصار الحامية وتحريرها وطردها. أعادت الوحدة الصهيونية إلى المربع الأول وبدأت تعيش في حرب وجودية تحطمت فيها ثقتها بنفسها وتحطمت نفسيتها. وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أنه حتى الشارع (الإسرائيلي) بدأ يفقد الثقة.
وقال مشعل: “الإذاعة الإسرائيلية تتحدث عن رغبة الكثيرين في مغادرة فلسطين وخوفهم من العيش في مناطق مثل قطاع غزة أو شمال فلسطين”. وأضاف: “الإذاعة تشير إلى أن (الإسرائيليين) يعتقدون أن…”. ورغم أن الهزيمة لم تلحق بحماس، بل على يد نتنياهو وإسرائيل، إلا أن المقاومة انتصرت، وهذه قناعة حتى بين الصهاينة أنفسهم.
وتابع: “كاد الطاقم أن يفقد رؤيته وبوصلته، فضلاً عن ثقته في قدرته على البقاء لفترات طويلة من الزمن. لقد دمر الطوفان تلك الثقة ودمر صورة الكيان أمام العالم، الصورة التي كان عليها.” وأنفقت مليارات الدولارات. لقد كشف الفيضان الوجه الحقيقي القبيح للاحتلال”.
ورأى مشجال أن “حبل الدعم الدولي للكيان الصهيوني ينقطع تدريجيا حتى استعادت الإنسانية بعضا من أخلاقها وقيمها وهي الآن إلى جانب الحق”، تعترف بشعبها، تعترف بحقوق الفلسطينيين، تحترم الإرادة. الوطن والمنطقة وقطع علاقتهم بهذا الكيان”.
وقال مشعل إن الطوفان حقق كل ذلك وأثبت أن خيار المقاومة هو الخيار المربح الذي يمكن أن يحقق مشروع الوطن الوطني، مشيراً إلى أنه يجب أن نتذكر أن الطوفان ليس نقطة انطلاق بل هو رد فعل طبيعي على التسارع الناتج عن مخططات دولة الاحتلال الاستيطانية والحصار والعدوان على الأقصى.
كما دعا إلى الترحم على الشهداء وأرواحهم الطاهرة، قائلاً: “إن الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الله دافعوا عن شرف الوطن وأوطانه ودرر فلسطين والقدس والمقدسات”. الأقصى.”
وأضاف: “ندعو الله عز وجل أن يشفي الجرحى، ونسأل الله إطلاق سراح الأسرى الذين يتعرضون لسوء المعاملة في سجون الاحتلال، ونسأل الله الحماية والأمن والاستقرار لمرتكبي جرائم الاحتلال”. الاحتلال في غزة، فخر وصمود لبنان”.
وقال مشعل: “إن هذا الفيضان المبارك، الذي بدأ في السابع من أكتوبر، يمثل مرحلة جديدة في تاريخ الصراع. كما نبارك لأهل غزة المحبوبين من أهلنا الكرام. هذه هي غزة المجد الذي قدره الله لهذه المعركة العظيمة، ومن حقها أن تفعل ذلك”.
ورأى مشعل أن ما فعله هذا الكيان المهزوم والمدمر اليوم لن يخفف من وقع هزيمة 7 أكتوبر، عندما هاجم غزة هجوما شاملا في نفس توقيت الطوفان، انتقاما ومحاولة للضغط على هزيمته يمارس. وعن تخبطه وفشله في أرض غزة لمدة عام كامل، وسيبقى الطوفان نقطة سوداء في تاريخ ذلك الكيان ونذيراً ونذيراً بزواله الوشيك إن شاء الله.
ورأى أن في هذه الملحمة قدمت قوى المقاومة بقيادة حركة حماس خيرة رجالها وكبار قادتها، وعلى رأسهم شقيقهم الحبيب القائد إسماعيل هنية، والأخ الحبيب الشيخ صالح العاروري القائد والنائب. وأوضح رئيس الحركة أن الحركة قدمت رئيسها ونائبه مما يثبت مشاركتها الكاملة في هذا الطوفان.
وقال مشعل إن هذه التضحية دليل على استعداد الحركة وقيادتها للتضحية بأغلى ما تملك في سبيل الله ومن أجل تحرير الوطن وتطهير القدس وقافلة الأقصى من الشهداء من كل أبناء شعبنا. رجالا ونساء، صغارا وكبارا، من كافة الفصائل والمستويات.
وأوضح أن غزة تثبت دائما أنها الرائدة في هذه المعركة وأن الضفة الغربية تحترق حتى في عام الفيضانات، رغم قسوة الاحتلال والاستيطان ورغم العوائق من قريب وبعيد والمقاومة والاستشهاد مستمرة، و والمثال الأخير كان شهداء الخير الأبطال الذين وافتهم المنية مؤخراً.
وأكد مشعل أن القدس تظل العنوان الأهم لغزة وأن القدس والأقصى هما الإلهام والمحرك ليس فقط للعالم الإسلامي، بل للعوالم الإنسانية كافة، والأقصى رمز يؤثر فينا جميعا ويؤثر فينا جميعا. يجب أن يكون العنوان المركزي في شأننا.
وأشاد مشعل بعملية بئر السبع، وقال: “لا يزال أهلنا في مناطق الـ 48 ينتظرونهم بشكل جيد رغم الإجراءات القاسية وغير المسبوقة المفروضة عليهم وعمليات الاضطهاد والتحريض على القلاقل. وقد رأينا ذلك في عملية بئر السبع التي نفذها البطل أحمد السعيد، حيث تمكن من مواجهة جنود العدو بكل شجاعة”.
وقال إن هذه الملاحم تؤكد صمود شعبنا في الوطن وفي الشتات وخاصة في المخيمات. وفي لبنان، قدمت قافلة طويلة من الشهداء قدمها قادة لبنان وشعب فلسطين المقيمين هناك.
كما وجه مشعل التحية لكل من دعم غزة بالسلاح، خاصة في لبنان وإيران واليمن والعراق، مضيفا: “هؤلاء الناس ضحوا من أجلنا وشكلوا قافلة طويلة من الشهداء بقيادة حسن نصر الله. “هذا هو وعدنا للمقاومة” ورفع شعار “فلسطين والقدس” وشكل الأقصى محورا معارضا للاحتلال في أرض فلسطين ويرفض الاحتلال والعدوان.
كما نوه وشكر الوطن الذي لم يتراجع خلال هذا الطوفان مع إهدار ملايينه في الميادين والساحات واعتصاماته أمام السفارات وظهر دعمه المالي ودعمه إعلاميا بوضوح إلى جانب إبداعاته في مجال التواصل الاجتماعي، الحركة الطلابية في الشرق والغرب ودور العلماء.
وأكد أن هناك محاولات لممارسة ضغوط سياسية لإقناع قادة الدولة بوقف العدوان على غزة، وأن جهود بعض الدول التي دعمت أهلنا في غزة مشكورة ومعروفة، وأنه رغم كل هذه الجهود المباركة الأمل في أمتنا أكبر.