الضويني: وظيفة المفتي تتجاوز بيان الحكم الشرعي إلى وظيفة أعمق تتعلق بالإنسان وتوجيه سلوكه
دكتور. وقال محمد الدويني وكيل الأزهر الشريف: إن ندوة “الفتوى وبناء الإنسان” تأتي في إطار مبادرة البداية الجديدة التي أطلقها رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، في إطار مبادرة وتطلعه إلى تحقيق النهضة الشاملة لهذا البلد.
وأضاف أثناء حديثه عن أعمال ندوة “الفتوى وبناء الإنسان” التي أقيمت بدار الإفتاء المصرية برعاية رئيس مجلس الوزراء: “أنقل تحيات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور. أحمد الطيب – شيخ الأزهر الشريف – وأمله الصادق في نجاح أعمال الندوة المباركة، معربًا عن رغبته في انعقاد اللقاء نظرًا لتشويه الفهم الديني وقدرته على المساهمة “سيكون نورًا ساطعًا وسيلعب دورًا كبيرًا في حل مشاكل الواقع”.
وأضاف: “على الرغم من الألم الذي نشعر به بسبب ما يحدث في بلادنا من مخالفة لكل الأعراف، إلا أن بلادنا لا تزال قادرة على النصر والله قادر على ما يريد. إن اجتماعنا اليوم يدور حول ثنائية مهمة “الأولى: الفتوى والثانية: بنية الإنسان”.
وقال: “إذا أردنا الحديث عن الفتوى ومعناها وآداب المفتي والسائل، فليس علينا أن نؤكد أن من علامات الدول المتحضرة الاهتمام ببناء الرجل”، مقترحا أن هناك علاقة بين الفتوى وبنيان الإنسان، فالفتوى ليست إلا خدمة للإنسان، وهي تبين الحق من الباطل، ولكنني لا أتحدث عن الوظيفة العلمية للمفتي التي أود أن يكون لها وظيفة مختلفة وقدرة ضرورية، وهي وظيفة المربي والمرشد، وهي إيصال أحكام الكتب إلى الناس، ووضع الأيدي في وسع الشرع، وربط قلوب الخلق بخالقها، وجلب الإنسان. إلى حالة القرب من الرضا، حتى يكون فعالاً ومنتجاً».
وأشار إلى أن وظيفة المفتي تتعدى صياغة الأحكام الشرعية، لتشمل وظيفة إنسانية أعمق. ووظيفة المفتي التربوية هي بيان القرار الشرعي وتوجيهه إلى القلب والسلوك، ولم يكتف الرسول بالنطق بالحكم، بل راعى قلب السائل ووجه سلوكه.
وتابع: “من الطبيعي أن نقول إن من قواعد سلوك الفتوى أن نراعي الحالة النفسية للمتقدم للفتوى، وأن يستعد جيدا لقبول الفتوى”، لافتا إلى أن “الفتوى” “يدخل طالب الفتوى إلى دائرة المفتين، آملا أن يجد الحل معهم، ثم يفرغ نفوس طالبي الفتوى”. وعلى المفتي أن يحرص على الوصول إلى قلب السائل وعقله وكسب عواطفه حتى يسهل عليه تغيير مساره النفسي ويسهل عليه اتخاذ القرارات لقبولها. ولذلك فإن الفتوى إما أن تكون مصدرا للثروة وخصوبة الحياة، وإما أن توقف حركتها وتصل إلى جذور مشاكلها. والفرق بين الأمرين يكمن في المنهجية المتبعة في إصدار الفتوى وبالتالي فهي تساعد في بناء الحضارة الإنسانية. “
وفي نهاية حديثه، أكد وكيل الأزهر أننا عانينا من الفتاوى الكاذبة التي تنشرها القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت بهدف اكتساب الشهرة الزائفة، قائلا: “نذكر الجميع أن المفتي موقع عن الله”. تعالى وممثل الأمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك فتوى تجعل الباطل حقا، ويجب ألا تقدم الفتوى بمعزل عن الضوابط الدينية، لذلك نتطلع إلى النتائج العملية التي أتوقعها من هذه الندوة».
كما هنأ الشعب المصري بذكرى انتصارات أكتوبر التي جسدت الدفاع عن الأرض والعرض، واليوم الذي أدركت فيه الأمة قيمتها وقدراتها عندما كانت كالجسد الواحد.