سيارات ذوي الهمم المحتجزة بالموانئ.. إهلاك للمركبات ورسوم تتجاوز 46 ألف جنيه شهريا
ويتكبد أصحاب السيارات المعطلة المحتجزة بالموانئ خسائر مالية تقدر بنحو 46.5 ألف جنيه شهريا للسيارة الواحدة. يأتي ذلك بعد عدد من حالات الأفراد المصممين الذين يشيرون إلى أن سياراتهم محتجزة منذ نهاية مايو من العام الماضي، مما يعني أن المبلغ الإجمالي المستحق الدفع لكل سيارة حتى الآن قد يصل إلى حوالي 186 ألف جنيه مصري.
قررت الحكومة إيقاف التخليص الجمركي أو التسجيل المسبق لسيارات ذوي الاحتياجات الخاصة لمدة ستة أشهر بهدف تحسين النظام وسد الثغرات الموجودة في النظام الحالي، وذلك لحين الانتهاء من النظام الجديد الذي سيوفر ويضمن هذا الدعم وصوله إلى من يستحقه فقط، بحسب وثيقة حكومية اطلعت عليها صحيفة «اقتصاد الشرق» مع بلومبرج مطلع يوليو/تموز الماضي.
وأمر رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، مطلع أغسطس من العام الماضي، بتشكيل لجنة مركزية بكل محافظة تضم ممثلين عن وزارات المالية والداخلية والتضامن الاجتماعي والرقابة الإدارية، لتتولى هذه اللجنة مراجعة مواقف السيارات بالمحافظة. تم إدخال السيارات التي أصبحت لصالح ذوي الإعاقة في مختلف المحافظات إلى البلاد مؤخراً، وهل استفادوا منها فعلاً أم تم بيعها لمواطنين آخرين. ويؤكد أنه سيتم اتخاذ إجراءات رادعة بحق المستفيدين من هذه السيارات وأنهم سيدفعون ضرائب الدولة كاملة وأنه سيتم فرض غرامات على كل من استفاد من هذه السيارات بشكل غير قانوني.
وبحسب مدبولي، أجرت الحكومة مسحًا لعينة عشوائية من سيارات الأشخاص ذوي الإعاقة في المحافظات، وتبين أن 80% من سيارات الأشخاص ذوي الإعاقة التي جاءت إلى البلاد ليست مملوكة لأصحابها.
لا فائدة من حجز السيارات في الجمارك.. ونسبة المخالفات لا تتجاوز 10%
ولا يتفق منتصر زيتون، عضو مجلس إدارة قسم السيارات في الاتحاد العام للغرف التجارية، مع هذه النسبة ويقول: “نسبة المخالفات لا تتجاوز 10%”، مضيفا أنه لا أحد يجرؤ على شراء سيارة للأشخاص ذوي الإعاقة، إلا إذا أتيحت لهم فرصة المرور عبر لجان النقل.
يستفيد أصحاب الهمم من الإعفاء الجمركي من كافة الرسوم الجمركية والضرائب، باستثناء رسوم التطوير، لسياراتهم المستوردة من الخارج بسعة محرك تصل إلى 1600 سي سي. مع إزاحة أكثر من 1600 سم مكعب، يتحمل المالك فرق الضريبة.
ونقصد بالمخالفات الأصحاء الذين اشتروا حق التصميم للاستفادة من فرصة استيراد السيارات دون دفع الرسوم الجمركية، بحيث يكون إجمالي السعر المدفوع للسيارة أقل من 50% من السوق المحلي.
وأضاف زيتون لـ«الشروق»، أن 90% أو أكثر من سيارات ذوي الاحتياجات الخاصة المحتجزة بالموانئ هي موديلات من عام 2003 إلى 2016، موضحًا أن هذه الطرازات القديمة مخصصة لمستفيدين حقيقيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، بينما يقصد المخالفون السيارات الفاخرة لاستيرادها، والتي هي نسبة صغيرة جدا.
وبحسب زيتون، فإنه منذ نهاية شهر مايو من العام الماضي تم احتجاز أكثر من 11 ألف سيارة للأشخاص ذوي الإعاقة في المنافذ ولم يصدر حتى الآن قرار بالإفراج عنهم، مشيراً إلى أن هذا الإجراء يسبب خسائر مالية لأصحاب هذه السيارات. بما يتجاوز قدراتهم الشرائية.
46.5 ألف جنيه الرسوم الشهرية لسيارات أصحاب الهمم المحتجزة بالموانئ منذ مايو الماضي
من جانبه، يقول إيهاب الشافعي، عضو جمعية أصحاب الهمم (منظمة مجتمع مدني قيد الإنشاء)، إن حجز السيارة في الجمارك يثقل كاهل صاحبها بـ”غرامة بديلة” تقدر بنحو 400 جنيه جنيهاً يومياً في الشحن كان عبر نظام “RoRo” أو 1350 جنيهاً يومياً إذا تم الشحن عن طريق “العداد”.
وأضاف الشافعي لـ«الشروق» أنه بالإضافة إلى الـ1000 جنيه بموجب بند الضمان، يتحمل صاحب السيارة أيضًا «رسوم ازدحام الموانئ» بقيمة تقدر بـ5000 جنيه شهريًا، متسائلًا: «لماذا أدفع كل شيء؟» هذه التكاليف؟”، أي ما يعادل 46.5 ألف جنيه شهرياً للسيارة رغم سلامة الأوراق والإجراءات؟
وبحسب الشافعي، فإن متوسط المبلغ الإجمالي المستحق لكل سيارة معطلة تم الاستيلاء عليها بسبب ما يقرب من أربعة أشهر من الاحتجاز يقدر بنحو 186 ألف جنيه مصري. وكلما طالت المدة كلما زاد المبلغ المستحق قبل استلام السيارة.
وأشار إلى أن احتجاز السيارات لدى الجمارك خلال هذه الفترة أدى إلى تدهور حالة السيارات، موضحا أن السيارة الأقل تضررا من بين السيارات المحتجزة ستتطلب ما لا يقل عن 40 ألف إلى 50 ألف جنيه صيانة، وهذه الصيانة موجودة من إطار التغيير والبطارية وبعض الإصلاحات الأخرى.
وتابع الشافعي، أحد المتضررين من احتجاز سيارات المعاقين في المنافذ: «أنا مستعد لتقديم بلاغ يفيد بأن السيارة إذا سلمت لشخص آخر سأعاقب بأشد العقوبات». ودعا “شخص” إلى سرعة الإفراج عن السيارات نظراً للحاجة الماسة لها.
يقول أسامة أبو المجد، نائب رئيس قسم السيارات بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن الحكومة تمنع الإفراج عن السيارات المعطلة المحتجزة بالموانئ لحين توضيح اللجنة المشكلة من مجلس الوزراء شروط السيارات المماثلة داخل الموانئ. المحافظات وينظم شروط المخالفات.
وأضاف أبو المجد لـ«الشروق»، أن المخالفة تتم فقط عند خروج السيارة من الميناء، وليس قبل ذلك، خاصة أن الشخص المعاق لا يمكنه بيع السيارة لشخص آخر إلا بعد استيرادها وترخيصها، وأشار إلى أن السيارة ويتم احتجازه داخل المنافذ ولا يساعد الحكومة على منع الانتهاكات والسيطرة عليها.
واقترح أبو المجد إطلاق سيارات المعاقين المكدسة حاليا ووضعها بألواح معدنية ملونة مختلفة لتتمكن لجنة الإشراف من تتبعها بسهولة لاحقا لمعرفة هل ذهبت السيارة إلى المستفيد أم لا، مؤكدا أن الحجز يكلف هؤلاء المستفيدين مبالغ من المال، والتي قد لا يتمكنون من دفعها بعد.
“ابني مصاب بسرطان العظام ولا يستطيع المشي بدون جهاز في ساقه.”
قال ذلك عبده أبو مصطفى، والد إحدى قضايا احتجاز السيارات المعطلة في الموانئ.
وأضاف أبو مصطفى، أنه أنفق كل أمواله لشراء سيارة لأصحاب الهمم لنقل ابنه الذي يعاني أيضاً من إعاقة ذهنية، لافتاً إلى أنه يسكن إحدى قرى محافظة المحلة الحية على بعد حوالي ساعة ونصف من القاهرة. المحافظة نفسها.
وأشار إلى أنه غير قادر حاليًا على اصطحاب ابنه إلى مدرسة التربية العقلية بالمحافظة، لصعوبة مواصلاته، ويخشى من بعض الكلمات التي تحتوي على تنمر، على حد وصفها.
“لقد أخذت الحكومة شخصًا عاطلاً عن العمل بشكل غير عادل وخسر الناس أموالهم”.
وقال علاء المصري، عضو جمعية أصحاب الهمم (منظمة مجتمع مدني قيد الإنشاء)، إنه تم سداد ثمن جميع سيارات ذوي الإعاقة الموجودة بالمنافذ بالكامل، لافتاً إلى أنه تم تحديد سعر السيارة بواسطة دير قد يمثل الشخص المعاق كل ثروته في الحياة وهو الآن قد خسر نسبة كبيرة جدًا.
وأضاف المصري لـ«الشروق»: «الحكومة ظلمت عاطلًا عن العمل»، موضحًا أن محاولات الحكومة لضبط المخالفات وضمان وصول الدعم لمستحقيه أضرت بالمستفيدين الأصليين الذين يشكلون الغالبية العظمى من المواطنين. هذا النظام.
السيارات هي سلعة أساسية للأشخاص ذوي الإعاقة
وتقول وفاء محمد، عضو جمعية أصحاب الهمم، إن مصادرة السيارات المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة لها بعد اجتماعي واقتصادي قد لا تدركه الحكومة في الوقت الحالي، لافتة إلى أن السيارات المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة سيتم اعتبارها سلعة أساسية، وهذا ليس نشاطًا ترفيهيًا على الإطلاق، حيث يصعب التنقل بدونها.
وأضافت لـ«الشروق»، أن هناك عشرات الحالات تخلت عن رحلة علاجها لعدم القدرة على نقلها يوميا بالمواصلات العامة، فضلا عن ارتفاع التكلفة، لافتة إلى أن العشرات أو المئات من نفس سبب توقفهم عن العمل. .
وأشارت إلى أن هناك حالات كثيرة جداً أخذوا فيها قروضاً لاستيراد السيارة والآن عليهم أخذ قروض أخرى حتى يتمكنوا من تحصيل سياراتهم من الجمارك إذا سمحت الحكومة بذلك.