نقيب المحامين يعلق على بيان نادي القضاة: لا نسعى لمطالب فئوية ولا ننتصر لمهنة على حساب العدالة
أكد نقيب المحامين عبد الحليم علام أن حق التقاضي وحق الدفاع عن النفس أمر واحد وكلاهما حق للمواطن أمام السلطة وأن القضاء ومكتب المحاماة شريكان في تحقيق ذلك. العدالة، ولا يوجد جدال ولا صراع ولا مجال للمواجهة بالأقوال.
وأضاف نقيب المحامين أن لنادي القضاة الحق في إبداء الرأي في مشروع القانون وأن النقابة من جهتها ستستمر في محاولة تأكيد موقفها الذي سبق عرضه على اللجنة التشريعية. ورفعه إلى رئيس الجمهورية بصفته رئيس الدولة المصرية والحكم بين السلطات، ليضع بين يديه كافة الرؤى ووجهات النظر في كافة المجالات.
وأكد علام أن محاميي مصر الشرفاء، وكذلك قضاة مصر الكرام، لا يسعون وراء مطالب طائفية أو يدعمون أي مهنة أو سلطة على حساب العدالة. ويلتزم المحامون بحدود الدستور في رأيهم وتوجيههم، مما يحقق التوازن الصحيح بين سلطة مقيدة بحدود الدستور وسلطة مطلقة انحرفت عن الحقيقة.
وأصدر نادي القضاة بيانا حول اللقاء مع رؤساء أندية القضاة بالمحافظات ورؤساء أقسام محاكم النقض ومحكمة الاستئناف العليا والمحاكم الابتدائية ولفيف من القضاة المصريين مبيناً أن ذلك يأتي استكمالاً لما سبق أن أعلنه نادي القضاة عن استمراره في مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجزائية الجديد وإعلان موقفه النهائي منه. إلا لتحقيق مصالح الوطن والمواطن من خلال ضمان حسن سير العدالة.
وأضاف البيان: “اجتمع مجلس إدارة نادي القضاة المصري مع رؤساء بعض دوائر محكمة النقض ومحاكم الاستئناف العليا والمحاكم الابتدائية ونخبة من القضاة المصريين المتميزين وكافة المواد المقترحة”. تمت الموافقة على القانون بالإجماع على أن بعض المواد المقترحة في القانون غير دستورية وتؤثر سلباً على حقوق المواطن وضماناته التي يجب أن تتوافر له قبل تقديمه للمسؤولية الجنائية، وتعيق عمل القضاء. وعلى نحو غير مسبوق، كما جاء في لم تشهد مصر أو أي دولة ذات تاريخ تشريعي طويل مثيلا لها من قبل، فإن مصر في المقدمة.
وأضاف أن القضاة المصريين يشكلون نواة إحدى سلطات الدولة الثلاث وهم المسؤولون عن إقامة العدل بين الناس، ويمارسون المهنة وهم المنوط بهم القضاء وتطبيق هذه القوانين وليس لهم انتماء أو تحيز تجاه الآخرين كالعدالة والعدل. لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن، فلا يسعون إلى مزايا خاصة ليست لهم. إنهم لا يطالبون بتمييز غير عادي يعيق حسن سير العدالة، ولن يقبلوا ذلك أبداً لأنفسهم أو لمجموعة في المجتمع على أخرى، لكن هدفهم دائماً وأبداً يبقى إعادة توازن العدالة بين جميع المتخاصمين، حسن سير العدالة وإتمام أعمالهم دون تعطيل أو عائق.
وتابع: “الأمر لا يتعلق بمساندة فئة على أخرى، ولن يكون كذلك أبدا، والتاريخ يشهد على ذلك. قانون الإجراءات الجنائية هو دستور مصر الثاني الذي يعرفه العلماء والقانونيون حقًا.” ومن أفضل فقهاء مصر، الذين شاركوا في صياغة القانون وتعديله على مر السنين، ليس حبرًا على ورق، بل نصوص تنفذ ويجب تنفيذها. يتم تطبيقها. ولا يعقل أن تحتوي بعض هذه النصوص على ما من شأنه أن يعيق تنفيذ القانون، ومن ثم فإن بقية أحكام القانون وتطبيقه من شأنها أن تتأثر أو تعيق سير العدالة، حيث أن مشروع القانون تضمن مقترحات لبعض المواد التي من شأنها أن تؤثر على سير العدالة. ولو تم تنفيذها فإنها ستؤدي إلى تعطيل خطير وعرقلة كبيرة لعمل محكمة العدل في المحاكم والنيابات العامة، الأمر الذي سيؤدي إلى عرقلة إحدى سلطات الدولة في ممارسة عملها وبالتالي يكون لها تأثير على النظام القضائي وحسن أدائه، مما يؤثر على الدولة بأكملها.
وجدد نادي القضاة تمسكه برفض هذه المقترحات، ليكون له مكانه في سجلات التاريخ وفي ذاكرة الوطن وأمام كل المسؤولين عن تشريع هذا القانون. وهذا الرفض الموضوعي والمحايد والمسؤول يقدم تبريرا ودعما من خلال النصوص الدستورية والدراسات المقارنة والتشريعات، المبنية على تجربة من واقع الوضع والتجربة.
وتابع البيان: “لقد قرر المجتمعون بالإجماع وضع مذكرة اعتراضية توضح وتفصل صياغة المواد المغلوطة وأسباب النقص فيها. وسيقدمه نادي القضاء المصري خلال أيام قليلة إلى رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الأعلى للسلطات القضائية والمستشار ورئيس مجلس النواب ورئيس وأعضاء مجلس القضاء الأعلى و وزير العدل: لا يليق بمصر أهمها أن تسن قوانين بمواد متناقضة ومتناقضة مما يؤثر على حسن سير العدالة في بلادنا والمساس ببعض حقوق المواطنين وضماناتهم.
وأكد نادي القضاة أنه ملتزم بمهمته المتمثلة في إبداء الرأي وتقديم النصائح الهادئة، لأن تجربتنا هي أحد الأسس القوية لنجاح مقترحات تغيير القوانين، وخاصة القوانين التي هي من صميم عملنا. كما يؤكدون التزامهم باحترام السلطة التشريعية واختصاصها الأصيل في التشريع ويضيفون: القضاء ليس ملكاً للقضاة، بل هو سلطة مملوكة للشعب، مثل السلطتين التشريعية والتنفيذية. وعليه، بعد إبداء رأينا، يصبح الأمر موضع ثقة في حرص ممثلي الشعب على الحفاظ على تلك السلطة وإعلاء دعائم الدولة وإعلاء العدل دون إخلال به أو إضعافه.